أطلّ النائب جبران باسيل في عشاء «التيّار الوطنيّ الحرّ» – قضاء جبيل ليُعلن سَيْرَه بالمرشّح جهاد أزعور لرئاسة الجمهوريّة. لكنّه أبى إلّا أنْ يُضَمِّنَ كلمته سيلاً من العنتريّات والأضاليل.
فهو، كحبيبة قلبه «المقاومة»، يُحدّثنا في كلِّ مرَّة عن انتصاراته الدائمة وعن انتظاراته الموعودة بدولة القانون والمؤسسات، الخالية من الفساد، الفساد الذي سَيُحاربُه بكلّ ما أوتيَ من قوّة، حيث أكّد «أنّنا سنعارض الرئيس القادم إذا استمرّ بنَفسِ نهجِ المنظومة والفساد، وإذا استمرّ بمشروعِ الفشل واللادولة». وأكمل سعادته، «وهيك مرشّح مش منّا، ما فينا نتأمّل يكون متلنا، وما فينا نقيسو على حالنا».
وكأنّ الذاكرة معدومة، وكأنّ النائب باسيل لم تطأ قدماه قصر بعبدا ولم يستأثر بكامل الحصّة المسيحيّة في الدولة، وكأنّه لم يكن حليف القوّة العظمى «حزب الله»، ولم يكن الرئيس سعد الحريري بمثابة «إبن» الرئيس العماد عون، وكأنّه لم يَكُن من وجودٍ للثنائي «نادر وجبران»، وكأنّ أحزاب المعارضة من قوات وكتائب وأحرار وسياديّين هم مَن منعوا «العهد القويّ» من تحقيق وعودِهِ بمحاربة الفساد واستئصاله مِن جذوره.
ولم ينسَ النائب باسيل التذكير «أنّ المقاومة عنصر قوّة للبنان، وما مْنِتْنازل عن الحقّ بالمقاومة ولا عن عنصر قوّة لبنان، طالما بعد في عنّا أرض محتلّة وسيادة مغتصبة». يعني النائب باسيل يخاطب «المحور» مُعلِناً: «يا حضرة المقاومة لو سِرتِ بي للرئاسة لَحَمَيتك بأهداب العين». وقمّة العنتريّات حين تفاخر باسيل «أنّ الناس بلّشت تعترف بخطأها تجاهنا، ورجعت تجي لعنّا، ويلّي كابر وقال ما بيحكي معنا هوّي إجا لعنّا ومش نحنا رحنا لعندو». ثلاث مرّات أعاد هذه العبارة بأعلى الصوت.
لا يا سعادة النائب، تستطيع أن تُخبِر «جماهيرك» بما تشاء، لكنّنا نعرف حقّ المعرفة، كيفَ «بَرَيْتَ» أدراج بكركي لتجمعك بالمعارضة وكان رفض الأخيرة عارماً، الى أنْ استجديت الصلاة في حريصا مع نوّاب المعارضة لتظهر في وَسط المشهد. وقد طرقت جميع الأبواب بصورة مباشرة وغير مباشرة، من معراب خاصةً، الى الصيفي بالتأكيد، والى النائب ميشال معوض وكتلة «تجدّد»، والى المستقلّين والتغييريّين، والى الوسطاء الداخليّين والخارجيّين وغيرهم، لكي تصطفّ الى جانب المعارضة لتُثبت أنّك موجود، هل تُكمِل مع السياديّين حتى الخلاص؟؟ صَدَقَ من قال: «من شَبَّ على شيءٍ شاب عليه».
(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»
(الأفكار الواردة في هذا النص تُعبّر عن رأي كاتبها)