لا أعرف كم هو عمر جبران باسيل، ولا يهمني أن أعرف، ولكن استوقفني الرقم لا المعرفة…
بصراحة، كل ما أتذكره عن اسم جبران باسيل انه ترشح الى المجلس النيابي عام 2005 وسقط… وأنه ترشح مرّة ثانية الى المجلس النيابي عام 2009 وسقط أيضاً.
لذلك كان همّ عمّه الجنرال ميشال عون أن يغيّر قانون الانتخابات كي يستطيع أن ينجح صهره جبران.
وبالفعل تم وضع قانون جديد للانتخابات النيابية، كي يستطيع جبران الفوز، وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذا القانون تم بموافقة قائد «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع الذي كان لديه طموح بتغيير قانون الانتخاب كي يستطيع أن يحصل على عدد أكثر من النواب المسيحيين الذين يقيمون في المناطق التي يشكّل المسلمون فيها الأغلبية.
وبالرغم من رفض رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري للقانون الجديد، اضطر مرغماً أن يوافق لأنه بقي وحده رافضاً لأنه كان يتصرف كـ»أم الصبي»، أي همّه الوحيد أن تسير الأمور وأن يتوافق اللبنانيون.
هذه المقدمة التي ذكرتها لأقول إنّ ما يسمّى بجبران باسيل لم يكن معروفاً لسببين: أولاً لأنه صغير في السن. وثانياً لأنه سقط مرتين في الانتخابات النيابية.
في الحقيقة، لولا الرئيس السابق ميشال عون لم يكن هناك شخص اسمه جبران باسيل.
أهم شيء قام به جبران باسيل أنه تزوّج من ابنة الرئيس السابق ميشال عون، كذلك هناك حديث بأنّ زوجة الرئيس السابق والتي لها اليد الطولى في التأثير على قرارات زوجها وهي السيدة ناديا الشامي، فحين كان الرئيس السابق يغتصب قصر بعبدا كان يحوّل الملايين الى حساب زوجته، كما نشرت جريدة «Le Canard enchainé» الفرنسية من البنك اللبناني للتجارة فرع الحازمية الى فرنسا.
على كل حال، فإنّ تاريخ فرض جبران باسيل على جميع اللبنانيين بدأ مع أوّل حكومة دخل إليها جبران كوزير للاتصالات عام 2011، والتي استغرقت سنة كاملة لتشكيلها، والسبب تنفيذ ما يطلبه جبران.
ثم عُيّـن وزيراً للطاقة والمياه بين عامي 2011 و2014، ثم أعيد تعيينه في الوزارة نفسها بين عامي 2014 و 2016 في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وأخيراً عُيّـن وزيراً للخارجية من 15 شباط 2014 في عهد حكومة الرئيس تمام سلام. ثم أعيد تعيينه في وزارة الخارجية في حكومة الرئيس سعد الحريري حتى عام 2020.
بالعودة الى اتهام جبران باسيل بأنه لا ثقة له بـ د. سمير جعجع منذ 60 سنة. نظن ان جبران وبالرغم من انه «شاطر» في لغة الأرقام والحسابات، أظن انه أخطأ في عدد السنوات. على كل حال ليست هذه المشكلة، لكن للتذكير فإننا نلوم د. سمير جعجع على إبرام «اتفاق معراب» مع الجنرال السابق ميشال عون والذي حقق أمنية الجنرال بعد انتظار عامين ونصف العام من تبنّي حزب الله لترشيحه، فلولا موافقة د. سمير جعجع لما صار ميشال عون رئيساً.
وللتذكير أيضاً، وإنعاشاً للذاكرة نقول الحقيقة: إنّ الجنرال عون بقي عامين ونصف العام ينتظر أن يوافق الدكتور جعجع ليصبح رئيساً.. وهذا ما حصل.
كذلك، فإنّ الفضل بتحقيق أمنية ميشال عون بالرئاسة كان للوزير سليمان فرنجية الذي قال إنه في عمر صغير، وأمامه وقت طويل ليصبح رئيساً، اما بالنسبة للجنرال الذي صار في أواخر عمره فلم يكن يملك الوقت لينتظر، فضحّى بنفسه وأعطى الرئاسة للجنرال.
وهنا لا بد للوزير فرنجية من أن يشكر الجنرال لأنه بادله المعروف! وللأسف يرفض اليوم تأييد الوزير فرنجية وهذا أضعف الايمان أن يرد الجميل.
وبالعودة الى د. سمير جعجع، وهنا لا بد من تذكير الدكتور انه لم يتعلم شيئاً من التاريخ ومن العلاقة بالجنرال، وللتذكير نسأله ألم يبرم معه اتفاق توحيد البندقية المسيحية؟!.
وألم يبرم معه حرب التحرير عامي 89 و90 والتي انتهت بهروب الرئيس السابق بالبيجاما من قصر بعبدا.
أما بالنسبة لحرب الإلغاء عام 1990 ضد د. جعجع، فقد كانت مأساة للمسيحيين. ومع كل هذا، لا أعرف كيف يمكن للدكتور جعجع أن يثق بأي اتفاق أو علاقة مع ما يُسمّى «الجنرال عون».
وعلى كل حال، هناك مثل يقول:
«اتقِ شرّ من أحسنت إليه».