Site icon IMLebanon

باسيل عاد إلى مار مخايل… ما أحلى الرجوع إليه

 

عاد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى موقعه الطبيعي في كنف حزب الله وتحت راية «تفاهم مار مخايل»… لم يعد باسيل «مكسورا أو مستسلما» وفقا لتعبير مرجع مقرّب من الحزب، إنما راجع حساباته السياسية وأعاد ترتيب أولوياته على قاعدة انه وحزب الله في الخندق ذاته، وان «خبرية» تأييده لجهاد أزعور ووقوفه في صف القوات اللبنانية ومن لفّ لفّها كانت مجرد «لحظة تخلٍّ» لإزاحة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولم تكن موجهة ضد حزب الله، كما سبق ونقل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون هذا الموقف للرئيس السوري بشار الأسد…

في الأصل، لم يمانع حزب الله في مناقشة باسيل في أي ملف يريده، وما زال الحزب على موقفه الإيجابي من الحوار معه وفق قاعدة أساسية «ليس هناك جدول حوار مُعدّ سلفا، وليأخذ البحث مداه بين الطرفين في كافة المواضيع»، وبهذا يكون حزب الله والتيار وضعا الملف الرئاسي كما تفاهم مار مخايل على طاولة البحث لإعادة صياغة «تفاهم سياسي جديد» على قاعدة ان الطرفين في الخندق ذاته ولا نيّة للحزب بخسارة التيار، كما لا نيّة للتيار بخسارة الحزب كما أبلغ باسيل حزب الله عبر أصدقاء مشتركين.

وعليه، يدخل حزب الله والتيار الى طاولة المفاوضات بعد مرحلة أخذ ورد وتواصل بارد لم ينقطع بين الطرفين في أصعب مراحل التفاهم لا سيما بعد تبنّي حزب الله علنا تأييد ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى، ولكن مخطئ من يعتقد ان أي منهما غيّر موقفه أو تنازل عن قناعاته الرئاسية.. كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تمسّكه بفرنجية كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر هو القاعدة التي سينطلق منها التفاوض مع باسيل من أجل «إيجاد الظروف المناسبة والأرضية المشتركة لإقناعه بفرنجية»…

ليس سرّا ان حزب الله لا يريد كسر باسيل وبقي مُصرّا على الحوار معه رغم وقوفه في صف المؤيدين لجهاد أزعور، وعلى هذا الأساس، رحّب بخياره بالعودة الى التفاوض والحوار كمنطلق لحل أي خلاف سياسي بينهما «فموقع باسيل الطبيعي هنا»، ولعل ما نقله أحد المقرّبين من باسيل كافٍ لشرح هذه المعادلة «لماذا أبقى في الحلف المناهض للحزب بعد أن فشل تأييدي لأزعور في إزاحة فرنجية وفي إقناع الحزب بالخيار الثالث… فيما يمكن أن أصل بالحوار مع الحزب الى حل للملف الرئاسي والسياسي وليس مهما حينها اسم المرشح»…