عندما كنا أطفالاً كان يمر أمامنا رجل ومعه صندوق وينادي «تعال شوف تعال تفرّج». وطبعاً كان ذلك الصندوق يُسمّى «صندوق الفرجة» انسجاماً مع الصوَر التي يحتويها.
اليوم يطرح «الطفل المعجزة» انه مستعد أن ينتخب الوزير سليمان فرنجية، ولكن بشرطين: الشرط الأول: هو الموافقة على صندوق الائتمان. والشرط الثاني: المركزية الادارية الموسّعة بما فيها «المالية».
بالنسبة لتعيين هيئة أو مسؤولين عن هذا الصندوق فإنه يحتاج الى 10 سنوات كي يظهر الى الوجود. فالأمر المستغرب والغريب المطالبة به، خصوصاً أنّ من يطالب بهذا التعيين هو أفشل مسؤول في تاريخ الجمهورية اللبنانية. نبدأ بفشله أولاً ومرتين بالوصول الى المجلس النيابي بالرغم من انه ينتمي ومدعوم من بين أهم زعيم من الزعماء المسيحيين. وكي يستطيع أن ينجح اضطر الجنرال السابق والرئيس السابق ميشال عون أن يعمل على تغيير قانون الانتخابات. والمصيبة ان د. سمير جعجع أيّد هذا المشروع طمعاً برفع عدد نوابه المسيحيين، وبخاصة النواب الذين يسكنون في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.
ثانياً: تسلم وزارة الاتصالات، ومن أسباب فشله انه عيّـن 1000 موظف جديد من منطقته الانتخابية كي يساعدوه في الانتخابات النيابية، فكلّف الدولة خسارة مليار دولار أميركي… إذ كانت شركتي الخليوي الـM.T.C والـALpha تعطيان الدولة ملياري دولار سنوياً، فانخفض المدخول الى مليار واحد.. وهكذا من أجل عيون الصهر خسر اللبنانيون مليار دولار.
ولو ترك الأمر للناس لتمسّكوا بما قاله أحد الظرفاء: نحن لا نشتري هذا الفاشل بدولار واحد.. ولكن هذا صهر الرئيس.
ثالثاً: تسلم وزارة الطاقة، ويكفيه خزياً انه كبّد الخزينة اللبنانية خسائر بـ65 مليار دولار بسبب صفقات الفيول والبواخر التي استأجرها 5 سنوات… والأنكى في هذا الموضوع رفضه عرض الصندوق الكويتي الذي كان يساعد لبنان بناءً لرغبة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الاحمد عندما شاهد على التلفزيون معاناة اللبنانيين من عدم وجود كهرباء.. فأمر مسؤولي الصندوق أن يذهبوا الى لبنان للقيام ببناء محطات لإنتاج الكهرباء.. يومذاك رفض الطفل المعجزة واضعاً شرطاً أساسياً هو حصوله على المال وهو يقوم بالعمل، بمعنى أن يُعطى مبلغاً مقطوعاً… طبعاً جماعة الصندوق رفضوا، وهكذا حُرِم اللبنانيون من مشروع بناء محطات كهرباء بشروط قد تصل لتكون مرحلة هِبَة، إذ انّ هناك مرحلة سماح مدتها 5-7 سنوات لتبدأ الدولة بدفع الأقساط أولاً…
وثانياً بفائدة 1%.
ثالثاً: يتم التقسيط لمدة 30 سنة… و»الصهر البطل» رفض واستعاض عن ذلك بالحصول على مليار ونصف مليار دولار من البنك المركزي بناء لطلب من الحكومة، وطبعاً أخذ الطفل المال ولكنه لم يفعل شيئاً.
والقصة المخزية هي موضوع بناء محطات للتغويز حيث تفيد التقارير أنّ لبنان يحتاج الى محطة واحدة كافية وليس ثلاث محطات لأنها تغطي 2200 كيلومتر، وساحل لبنان كله 220 كيلومتراً، وكلفة المحطة 500 مليون دولار. ولكن عند طرح الموضوع الذي كان أولاً في دير عمار، جاء من يقول: نريد أن يكون هناك محطة ثانية في الجنوب أي في الزهراني.
فجاء «البطل» ليقول: نريد للمناطق المسيحية محطة خاصة بها، واقترح أن تكون في منطقة سلعاتا حيث كان قد اشترى أراضي بأسعار زهيدة ويريد أن يبيعها للدولة بأضعاف ثمنها أولاً ثم الانتقام من أصحاب معامل شكا للإسمنت بحجة الحصول على المرفأ، وهكذا يصيب الطفل المعجزة عدة عصافير بحجر واحد:
1- ينتقم من أصحاب شركة شكا
2- يستولي على المرفأ
3- يستفيد من الأراضي التي اشتراها.
وهنا نسأله: أين الهيئة الناظمة للكهرباء، ولماذا لم تشكل حتى الآن؟
«الخارجية» وما أدراك ما الخارجية من شارل مالك الى شارل الحلو الى فيليب تقلا الى طفل لا يعرف «رأسه من إجريه» في عالم الديبلوماسية التي تحتاج الى عقول واسعة وأصحاب خبرة وعلم، ولله الحمد فهو لا يملك أي صفة من الصفات المذكورة…
يفتخر انه زار العالم ليتبيّـن انه فعلاً زار كل «بلاد العالم» من أجل البحث عن أصوات تمكنه من الفوز بمقعد نيابي…
ويكفيه فخراً انه أوّل وزير في تاريخ لبنان يطلب من قوى أمنية أن تفتش الموظفين المميّزين في الدولة، أي في وزارة الخارجية حيث هناك عدد كبير من السفراء اخضعوا للتفتيش وحجزت هواتفهم وسط مضايقات مشهودة!
هذه إنجازاته في وزارة الخارجية.. ومع كل هذه الانجازات؟! والوقاحة فإنه لا يزال يطالب بالحصول على مزيد من المراكز بحجة انه حريص على المال العام، وحريص على المسيحيين… فأي دولة يريد بناءها، وأي طائفة مسيحية يريد أن يخدم؟