حمل النائب السابق الدكتور ماريو عون، على الواقع الداخلي الحزبي والتنظيمي في “التيار الوطني الحر” مع انطلاق التحضيرات للإنتخابات الداخلية في “التيار”، وعن هذا الإستحقاق الإنتخابي الداخلي في “التيار البرتقالي”، لفت عون، إلى “أن باسيل يحاول من خلال ترشّحه إعطاء نفسه شرعية بعدما أخرج الشخصيات الأساسية من عضوية التيار الوطني الحر، وخلت له الأجواء، ورتّب الماكينة على قياسه، كما كان يحصل في سائر الأحزاب اللبنانية، وسيعمل أيضاً على ترتيب الرقم الذي سيحصل عليه في هذه الإنتخابات، هذا إذا حصلت هذه الإنتخابات، لأنه قد لا يكون هناك أي منافس، إلا إذا عمل هو على خلق المنافس للإدعاء بشرعية هذه الإنتخابات، لذلك، أنا أعتبر ما يحصل لا يعدو كونه مهزلة لتثبيت شرعية معينة ستأتي لصالحه في النهاية”.
ولماذا لم تتمكن المعارضة العونية من خلق نواة صلبة للوقوف في وجه باسيل، أجاب النائب السابق عون، “أن الرعيل الأول والأساسي في التيار أصبحوا خارجه، والماكينة في يده ويتصرّف بها كما يشاء، فهذه الإنتخابات لا لزوم لها، إلا في حال عمل باسيل على قلب الصفحة واعتمد الديمقراطية داخل التيار، وعلى استعادة الشخصيات التي تركت العمل الحزبي فيه، جراء تسلّطه وتفرّده في اتخاذ القرارات”.
وعن توصيفه للوضع المسيحي اليوم وجد “أن الوضع المسيحي لا يوحي بالطمأنينة، لأن أحد الممثلين الأساسيين للمسيحيين هو التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، والذي يعرقل بشكل كبير أي تفاهم بين كل المسيحيين، وهو يدعي في كل خطاباته أنه يدافع عن حقوق المسيحيين، ويعمل كل ما في وسعه من أجل حمايتهم، بينما هو يعرقل الإنتخابات الرئاسية”. وأشار إلى أن “ما يحول دون اتفاق قوتين مسيحيتين كبيرتين كالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وإنجاز الإنتخابات الرئاسية، هو محاولة باسيل زرع العصي في الدواليب، لأنه مرتاح على وضعه، ولا يريد الإستعجال في إجراء الإنتخابات، فكل اللبنانيين يعانون من تداعيات الشغور الرئاسي، ولكن باسيل هو الذي يؤخِّر حصول الإنتخابات، لأنه وفق رأيي الشخصي، فإن جبران باسيل لا يريد رئيساً للجمهورية إلا جبران باسيل، أو أنه يريد ضمانات لكي يسهِّل إجراء الإنتخابات، وقد قالها بنفسه، أننا قادرون على الإنتظار ست سنوات أخرى”.
وعن طروحات الفيديرالية، أكد النائب السابق عون، أنه “لا يمكن التفريق بين الفيديرالية الموسّعة واللامركزية الإدارية، فالفيديرالية تشمل اللامركزية السياسية والإدارية والمالية، وقد وردت في اتفاق الطائف، ولكن إذا كانت هذه العناوين تحمل تحدياً للطرف الآخر أنا لا أؤيدها، بل أؤيد فقط اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة وفق ما ورد فقط في اتفاق الطائف”.
وعن إمكانية حصول انتخابات رئاسية في أيلول المقبل، أشار إلى “أنه لا يرى رئيساً في أيلول بوجود جبران باسيل، وأتمنى أن أكون على خطأ، لأن حسابات جبران مختلفة عن حسابات جميع اللبنانيين، لأنه لا ينظر إلى مصلحة البلد، بل لمصلحته الشخصية فقط”.
وعن مواصفات الرئيس بنظره، أكد عون أن “لبنان لا يخلو من الشخصيات التي تملك المواصفات الرئاسية القادرة على تحمّل المسؤولية”.