Site icon IMLebanon

الصهر رئيساً لـ «التيار» بالتزكية!  

 

في قديم الزمان، وفي الأنظمة التقدمية التي لا يسمح لأي مواطن أن يترشح فيها إلى الانتخابات إن كانت نيابية أم رئاسية، إلاّ إذا رشحه الحزب الذي يحكم الدولة… وهناك الكثير من الأمثلة على تلك الانتخابات وتلك الترشيحات، واللافت ان نسبة الاقتراع لا يعلم أحد كم هي، بينما نسة الأصوات معروفة سلفاً بدون أي فرز أو عدّ، وهي على سبيل المثال يجب أن تكون فوق الـ90%.

 

اليوم هناك بدعة جديدة، وحيث ان الخوف من إجراء الانتخابات قد لا يكون في مصلحة القائد، لذلك لجأ القائد الى بدعة جديدة وهي عدم السماح لأحد أن يترشح، وبالتالي فإنّ القائد يختار من يشاء ليكون رئيساً لـ»التيار» والرئيس المعيّـن هو الذي يختار معاونيه.

 

اليوم، بعد الفوز بالتزكية يكون القائد قد قطع مرحلة أولى في الخوف من السقوط بعده، خصوصاً أنّ القائد صار في سن متقدمة، وهو خائف بعد غيابه لأنّ المعلومات المتوفرة عنده تقول إنّ وضع صهره صعب، وهو غير محبوب، والأسوأ انه لم ينجح في حياته في أي موقع تسلمه.

 

لذلك، فإنّ هذه المرحلة التي هي الأولى، تحكّم بها القائد ولكن الخوف هو من المستقبل.

 

ولو عدنا الى مسيرة هذا الفاشل الذي يحاضر اليوم في المشاريع التي يبشّر بها الشعب وبأنه يرغب في أن ينفذها، والمصيبة انك لو «قلّلت عقلك» واستمعت إليه يقول: مثلاً عن الكهرباء، بأنه يريد أن يؤمن الكهرباء 24/24. ولو فتحنا الأرشيف لتبيّـن لنا ان هذا الكلام قاله منذ سنوات، وقبل أن يتسلم وزارة الكهرباء، وكانت المصيبة الكبرى انه عندما استلم الكهرباء كانت متوفرة بشكل 50% وفي أيامه وصلت الى الصفر.

 

والأهم انه هاجم البواخر ثم استأجر باخرتين، وكلّفت الخزينة خسائر «في أيامه» وصلت الى حدود الـ65 مليار دولار مع الديون. والمصيبة ان الذي يحاسب اليوم عن خسائر الدولة هو حاكم مصرف لبنان السابق الاستاذ رياض سلامة الذي استطاع أن يؤمن استقراراً للعملة الوطنية مقابل الدولار الاميركي خلال 30 عاماً.

 

فعلاً هذا بلد عجيب غريب، فالسارق والناهب الذي دمّر الاقتصاد اللبناني ودمّر البنوك التي كانت فخراً للاقتصاد وعنواناً لأهمية اللبنانيين في قطاع المصارف هو عمّه وطبعاً مع صهره الذي كان يريد إلغاء القطاع المصرفي واستبداله بإنشاء ٥ مصارف جديدة ملغياً القطاع المصرفي الذي كان يحتوي على ودائع وصلت الى ٢٠٠ مليار دولار.. وللعلم فإنّ المخطط المطلوب كان أن يحصلوا على الودائع مقابل ٥ مليارات، ولكن رياض سلامة كان بالمرصاد ومنعهم من تحقيق هدفهم، لذلك فإنه اليوم يُحاكم ليس على ما حصل بل لأنه منع الرئيس السابق وصهره الفاشل من تحقيق هدفهما في القضاء على القطاع المصرفي.

 

أما ما جرى بعد الثورة عام ٢٠١٩، وبعد الانهيار المالي بسبب عدم دفع سندات اليورو بوند، بالرغم من كل المحاولات التي قام بها الحاكم لإقناع جميع المسؤولين بخطورة القرار، ولكن كما هو معلوم، فقد كان المطلوب القضاء على القطاع المصرفي وبالتالي القضاء على لبنان.

 

هناك معلومة وصلتني منذ عدة أيام تقول إنّ من أتى بالجنرال الى الرئاسة ليس «الحزب» بل هو نظام الملالي أي إيران. فيوم أسقط الشاه بدأنا نعلم لماذا جلب الاميركيون نظام الملالي الى إيران، فمجرّد النظر الى إيران وسوريا والعراق ولبنان، وكيف كانت تلك الدول وأين صارت؟ نعلم لماذا جاء الرئيس السابق ميشال عون الى الحكم، ومن الذي جاء به، ونعلم أيضاً ان نظام الملالي تابع لأميركا تحرّكه كما تشاء.

 

وما نظام الملالي إلاّ صنيعة أميركية لخدمة إسرائيل، التي بدورها تعمل على تطويع المنطقة لمصلحتها وبما يخدم أهدافها.

 

إذن يسعنا القول إنّ رئيس العهد البائد ميشال عون ما هو إلاّ صنيعة أميركية،  هدفها تقويض اقتصاد لبنان، وتدمير مؤسّساته بما يخدم العدو، لأنّ مصالح الأنظمة الثلاثة أميركا وإسرائيل والملالي تلتقي في نقطة واحدة.

 

وبالعودة الى الواقع المرير الذي نعيش، وإلى ما سبقه وما فيه يتضح لنا الدور الذي لعبه نظام الملالي في المنطقة.