Site icon IMLebanon

جبران باسيل … والعبقرية السوداء  

 

 

«أسمع كلامك يعجبني … أشوف عمايلك أستعجب».

 

مثل مصري قديم، يتذكره اللبنانيون كلما ذكر إسم جبران باسيل.

 

لو «سمع كلامه» الشعب السويدي، لحسَدَنا على نعم التيار العوني، وكان حتماً سيخرج متظاهراً ناقماً على معيشته، مطالباً حكوماته بسلوك مسالك «العهد القوي» وصولاً إلى البحبوحة اللبنانية.

 

ولو «شاهد عمايله» الشعب الأفغاني، لشكر طالبان على ما تفعله به، ولحمد الله على ما هو فيه … فالشعب الذي يرى مصائب اللبناني تهون عليه مصائبه، حتى لو وضعته الأمم المتحدة على رأس قائمة أتعس شعوب العالم.

 

ما كانت سترتفع مكانة «طالبان» وما كان سيحسدنا «السويديون»، لو لم يهبنا القضاء والقدر ميشال عون، الرجل التاريخي العظيم الذي لن يتكرر، إلا إذا تكرر هتلر وتكرر معه جنون العظمة.

 

وما كنا سنكون خير نموذج لسكان الأرض، لو لم يندهش سكان الكون بعبقرية جبران باسيل الذي لن يتكرر أيضاً إلا إذا تكرر أرسطو وأينشتاين وشمشوم الجبار مجتمعين في شخص واحد.

 

وبما أن «الرجل التاريخي» سقط من التاريخ بمرور العمر والزمن، فلنحصر اهتمامنا بـ»عبقري البترون» وسائر دول العالم.

 

عبقريته الافتراضية فعلت فعلها في «المشيخة العونية»، فانتقل من موقع الحاكم في الظل إلى موقع «الكل بالكل».

 

إنه الآن أمير عشائر «ميرنا الشالوحي» سواء تلك التي تعلن حبها الباسيلي، أو تلك التي تخفي كراهيتها احتراماً للأب المؤسس.

 

ما علينا، فكما هناك «الكوميديا السوداء» هناك «العبقرية السوداء»، التي يتقنها جيداً جبران باسيل.

 

لقد أنجز، ما شبّه للأتباع أنها انجازات … ولم تتردد عن تردادها قوافل اعلامية استراتيجية إحترفت «حرفة» التطبيل والتزمير والتزوير والتبخير.

 

ومع أنهم «ما خلوه»، فقد عجز عباقرة الاقتصاد العالمي عن اللحاق بمشاريعه الاقتصادية، التي حوّلت لبنان من بلد مستهلك إلى بلد منتج لهدر المال العام، في الكهرباء والسدود … وحشو وزارة الاتصالات بمن دبّ على طرقات «ميرنا الشالوحي».

 

ومع أنهم «ما خلوه»، فقد تفوق على سكوتلانديارد في تدقيقه الجنائي الذي جنت منه شركة «ألفاريز» ملايين الدولارات، مقابل تقرير يستند على روايات يرويها الحكواتي المحامي وديع عقل، وعلى تهيؤات تحكم بموجبها قاضية الافتراءات غادة عون.

 

ومع أنهم «ما خلوه»، فقد نجح في نقل الطائفية من حالة فردية إلى حالة مجتمعية تكسب شرعيتها القانونية بقانونه الانتخابي النسبي، الخالي من أي نسبة ديمقراطية.

 

ومع أنهم «ما خلوه»، فقد انتزع من العدو الاسرائيلي اعترافه للبنان بـ»البلوك رقم 9» محققاً انتصاراً بلّته إسرائيل ببحر قانا وشربت ماءه على مساحة 2400 كيلومتر.

 

بعد كل ما تشدّق، وزعم أنه حقق، من حق اللبنانيين محاسبته على ما اقترفت يداه من قرف.

 

وأخيراً … وإشفاقاً عليه، نحذره من خطر اللعب على الحبلين في ملاعب حزب الله، إلا إذا كان من هواة «السحاسيح».

 

وخوفاً من أن يلتبس عليه المعنى، نفيده بأن «السحاسيح» جمع سحسوح … هذا إذا كان فهمه كفاية.