Site icon IMLebanon

باسيل يكسر الجمود الرئاسي… وهذه عناوين مبادرته

 

 

ليس تفصيلاً عابراً على جبران باسيل المُعاقب أميركياً، أن يبادر في أسوأ الظروف إلى تحريك الجمود الداخلي وكسر حال الترقّب والحذر والمبادرة إلى التلاقي مع الجميع بمن فيهم الخصوم، فتُفتح له الأبواب للتشاور، ليكون تحركه محط اهتمام دوائر ديبلوماسية غربية لم تتردّد في فتح قنوات تواصل معه بواسطة أصدقاء مشتركين.

 

في كليمنصو وجد النائب السابق وليد جنبلاط قواسم مشتركة كثيرة مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل، وفي عين التينة كان اللقاء إيجابياً بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقبل اللقاءين كان البارز إعلان الاتصال بين باسيل والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، فأتى ليُدخل الرأي العام المحلي والعالمي في حال تأهب لخروج السيد نصر الله عن صمته ومخاطبته الجمهور.

 

اتصال مرّ على كل قضايا الساعة وأخطار الوضع. عادة ما يكون الكلام مع السيد مطمئناً حتى وإن كانت البلاد على شفير حرب أو في صلبها فعلاً. كان «الاتصال المهم» مع السيد نصرالله «محطة بارزة»، و»بعقل وقلب منفتحين وكعادته أظهر أعلى درجات المسؤولية في مقاربة التحديات»، قال السيد «ما عنده وقلنا ما عندنا»، كما تقول مصادر رفيعة في «التيار»، وتكمل «كان التواصل جزءاً من الحوافز التي دفعتنا كي نكمل مبادرتنا في سبيل بلورة موقف موحّد تجاه القضايا المطروحة».

 

ويفترض أن يكون باسيل قد قطع المسافة الأكبر من المبادرة التشاورية التي أطلقها بدءاً بزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وجنبلاط أمس الأول، ثم الرئيس بري أمس، ويفترض أن يلتقي اليوم النائب فيصل كرامي محاطاً بتكتل «التوافق الوطني»، كذلك نواب «تكتل الإعتدال» والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية ويستكمل لقاءاته لاحقاً مع قوى المعارضة.

 

الأهم في ظروف هذه الجولة التشاورية توقيتها، فما الذي دفع باسيل إلى تجاوز خلافات مضى عليها وقت طويل؟ والجواب على لسان المصدر، أنّ رئيس «التيار» استشعر أخطاراً كبرى تتربّص بلبنان وضرورة بلورة مواقف وطنية حيالها، ولذا أعطى الجولة عنوانين: حماية لبنان وحماية الوحدة الوطنية. في حماية لبنان هناك جانب أمني- سياسي، والوحدة الوطنية تعني عدم الانقسام على خلفية حرب غزة.

 

بالنتيجة، ثمة أربعة بنود لمبادرته التشاورية:

 

في البند الأول تركيز على حرب غزة ومساندة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه ودعم المقاومة على أرضه.

 

ويبرز البند الثاني في كيفية التعامل إذا تعرّض لبنان لأي عدوان وضرورة بلورة موقف موحّد يعطيه حق الدفاع عن النفس من دون تردد «ولكن الدفاع عن النفس شيء واستخدام لبنان ساحة صراع شيء آخر، وهذا أمر مرفوض».

 

ويرتبط البند الثالث بإعادة تكوين السلطة و»عدم انتظار الخارج أو المراهنة عليه والمبادرة بدل أن يبقى كل طرف جامداً في موقعه». وأكد باسيل خلال لقاءاته «وجوب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية لانتخاب رئيس على مستوى المرحلة وقادر على الجمع والإنقاذ ويحظى بدعم الجميع، وفي إطار الكلام على إعادة تكوين السلطة فإنّ انتخاب الرئيس هو الأساس».

 

في جولته، أعاد باسيل الملف الرئاسي إلى حيز البحث مجدّداً، وتحت سقفه جرى الحديث عن خطوات عالقة بينها التعيينات، «فكل ما حكي عن ملف رئيس الأركان من تفاصيل اندرج الحديث عنها تحت عنوان انتخاب الرئيس». وفي هذه النقطة يغمز المصدر المسؤول في «التيار» من قناة «حملة التشكيك التي لا فائدة منها»، بالقول «إنّ انتخاب الرئيس وإعادة تكوين السلطة هما المدخل»، وحينها «لا نكون مضطرين للبحث عن مخارج لملء الفراغات، بمجرد أن نتفق على انتخاب رئيس محكوم ببرنامج عمل يضع كل المسائل الأخرى ضمنه»، ويقول «في وقت أن بعض أصحاب النوايا السيئة يبحثون عن شياطين التفاصيل فنحن نبحث عن حلّ لمسائل كبرى».

 

أما البند الرابع فخصّصه للنزوح السوري والأخطار المتأتية من الموقف الغربي الذي يرفض عودتهم «أي أنّ الغرب قرّر نيابة عن لبنان إبقاء مليوني سوري بما يمثلون من مخاطر وجودية» .

 

أجواء من الارتياح ينقلها المصدر لتجاوب القيادات مع مبادرة باسيل التشاورية «والتجاوب أكثر في ما يخص الشعور بالمسؤولية تجاه المواضيع، وأن يؤخذ على محمل الجد ما تمّ طرحه».

 

عن مراحل ما بعد التشاور يقول المصدر «نحن لا نفرض روزنامة للقوى التي نتحدث إليها، بل نطرح اقتراحات من دون أطر، ونؤكد على بلورة موقف واحد، وألا يكون هناك انقسام بموضوع إسرائيل في حالة الدفاع عن النفس».

 

تجاوز «التيار» عوامل سابقة «كانت تمنع تحركنا وتخطينا الكثير من الاعتبارات»، فجال على أطراف «على خلاف معهم، لكن اعتبرنا أنه حين يكون لبنان أمام خطر وجودي فكل المسائل يجب مقاربتها من موقع المسؤولية، ولذا قمنا بمبادرة من دون أن نفرض أي صيغة أو إطار على أي طرف».

 

وفي المعلومات أنّ باسيل أبدى خلال لقاءاته الاستعداد للخروج من خيار جهاد أزعور نحو خيار ثالث، على أن تتم الدعوة الى جلسات انتخابية وليربح من يربح. وتحت عنوان «ما فينا نكمّل هيك» تحدث من دون أن يطلب جواباً على اقتراحاته. الجواب لم يكن سلبياً وحصيلة مشاوراته سيعرضها في مؤتمر صحافي يعقده في ختام الجولة.