Site icon IMLebanon

مِن “ويبقى الجيش هو الحلّ” إلى “وتبقى المقاومة هي الحلّ”

 

…ولكي لا يفوتنا شيءٌ فلقد تابعنا بانتباه واهتمام الأسبوع «الباسيليّ» المُنصَرِم. كان هناك فَيضٌ من التكرار والكلام غير المفهوم والمليء بالتناقضات والالتباسات وبالكلمات حمّالة الأوجه. لكن لا بدّ من ملاحظة خلاصتين لإطلالات النائب جبران باسيل التلفزيونيّة ولجولته على «فريقه السياسي» وعلى «أهل بيته»، التي كانت بدايتها إتصالٌ هاتفيّ تشجيعيّ مليء بالمعنويّات والمقوّيات والمُحفّزات مع السيّد حسن نصرالله، وكانت نهايتها بالضحكة الرنّانة في بنشعي عند مَن قال عنه باسيل و»تيّاره الحرّ»، مرّات ومرّات، إنّه «لا يُمَثِّل إلّا نفسه، وإنّه مِن رموز منظومة الفساد، وأنْ ليس لديه المواصفات للتربّع على كرسي بعبدا»، فإذْ برئيس «تيّار المرده» الوزير السابق سليمان فرنجيّة يُعلِن على الملأ، وأمام باسيل، أنّ الأخير سيدعمه في الرئاسة في حال وصوله إليها. (طبعاً بعد إزاحة قائد الجيش العماد جوزاف عون عن المشهد بعدم التمديد له). تلك هي الخلاصة الأولى.

 

أمّا «الكلام الجوهري» للجولات والصولات الباسيليّة فهو إعلان باسيل المدوّي أنّه «يترك للمقاومة أمر الدفاع عن لبنان وهي تعرف كيف تُدافع»، وأنّه «يرفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة»، وأنّه «لولا وجود «حزب الله» لاجتاحت إسرائيل لبنان كما تجتاح غزّة اليوم»، وأنّ «حزب الله» لا يُخطئ بالاستراتيجيّة»، وأنّ «مَن يُطالب بتنفيذ القرار 1701 وسحب المسلحين مِن الجنوب ليتسلّم الجيش مهامه ودوره، فكأنّه يدعو إسرائيل لاجتياح لبنان»، وأنّه «لو لم يكن لدينا مقاومة ماذا كانت إسرائيل فعلت فينا؟»، وصولاً إلى القول: «نحن مطمئنّون أنّ المقاومة تحمي لبنان، وعليه فإننا نستطيع ان ننصرف بارتياح لبناء الدولة».

 

إنّه خطاب تجديد الولاء وتجديد البَيعَة بانتظار المزيد مِن مكاسب السلطة. يا حَيف!!

 

في التسعينات من القرن الماضي وتحديداً في آب من العام 1988، هل تذكرون كتاب العميد الركن فؤاد عون الذي صِيغَ تحت نظر ورعاية العماد ميشال عون قائد الجيش في حينه وعرّاب مسيرة الوريث النائب باسيل اليوم؟ كان عنوان الكتاب: «ويبقى الجيش هو الحلّ». الآن فهمنا أنّ «العونيّين»، العماد والعميد، كانا يقصدان في كتابهما، أنّ «الجيش هو الحلّ» فقط في حال كان ميشال عون قائداً له، وفهمنا أيضاً أنّ «الجيش هو الحلّ» فقط مِن أجل حلّ «القوّات اللبنانيّة» وإلغائها.

 

أمّا في عهد مقاومة «حزب الله» فقد أصبح شعار وَرَثَة قائد الجيش الأسبق الرئيس العماد ميشال عون: «الجيش مش نافع»، «وتبقى المقاومة هي الحلّ». ولا يزال هناك أناسٌ تيّاريّون باسيليّون، يا للعجب!