بعد أن أنهى رئيس “التيّار الحرّ” النائب جبران باسيل هجائيّته ضد قائد الجيش العماد جوزف عون، وبعد شماتته بالقوات اللبنانيّة “المزروكة”، بحسب رأيه، في إشكاليّة التشريع في غياب رئيس الجمهوريّة، وبعد التلطيش والتنمير على موقف البطريرك الراعي ذاكراً المراجع الروحيّة التي تدعم تمديد سن التقاعد لقائد الجيش، أكملَ النائب باسيل أطروحاته من خلال موقع “إكس” حيث كَتَب، “قانون التمديد لقائد الجيش بحاجة لتوقيع رئيس الجمهوريّة”، وأنهى تغريدته كاتباً، “بس حبّيت ذكّركم”.
ونحن نحبّ ان نذكّر سعادته، أنّ “مُوَرِّثه” او “عَمَّه” الرئيس ميشال عون عَطَّلَ وخَرَّبَ رئاسة الجمهورية مرّات ومرّات على طريقة “أنا او الدمار”.
ففي العام ١٩٨٨ مَنَعَ على الرئيس المُنتخَب الشهيد رينه معوض الدخول الى قصر بعبدا لممارسة دوره وصلاحيّاته حتى تمّ اغتياله في عيد الاستقلال العام ١٩٨٨.
ومِن ثمّ مَنَعَ على الرئيس الياس الهراوي استلام قصر بعبدا، فأمضى الأخير أشهراً متنقّلاً بين ثكنة أبلح وبناية في الرَملة البيضاء، الى أنْ أتى ١٣ تشرين فَسَقَطَ قصر بعبدا ووزارة الدفاع سقوطاً مدوّياً في أيدي الجيش السوريّ في مَذَلَّةٍ ليس بعدها مذلّة.
ثمّ بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، عَطَّل العماد ميشال عون البلد أشهراً طويلة لِيَصلَ الى قصر بعبدا من جديد، فسارت رياح “الدوحة” بعكس ما اشتهت سفينته، فوصل العماد ميشال سليمان الى الرئاسة.
بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان، عَطَّلَ النائب ميشال عون البلد أكثر من سنتين ونصف، فَوَصَلَ بعدها الى قصر بعبدا في تجربة ثانية كانت نتيجتها أفظع من التجربة الأولى، فأصبحنا في جهنّم.
واليوم الكلّ مدرك أنّ الثنائي ميشال عون – جبران باسيل يستميتان في حرق حظوظ كلّ المرشّحين لكي يَصِل جبران باسيل الى قصر بعبدا، وذلك طبعاً لا يتمّ إلّا بِرَهنِ الوطنِ لمحور إيران ورَهنِ الدولة لِ “حزب الله”، وباسيل على كلّ شيء قدير في هذا المجال.
بالمناسبة، هل يَعي “العونيّون القدامى” و”الباسيليّون الجدد” أين أصبح اصطفاف تيّارهم ومَن هي مروحة حلفائهم التي تجتمع في مركزهم الرئيسي في ميرنا الشالوحي برئاسة النائب باسيل؟
سنعدّد بعضها، الحزب القومي السوري، حركة المرابطون، حزب البعث العربي الاشتراكي، جمعيّة المشاريع الإسلاميّة، الحزب العربي الديمقراطي، حركة أمل، حزب الاتحاد، جبهة العمل الإسلامي، رابطة الشغيلة، حزب الله، الحزب الديمقراطي، حزب التوحيد وغيرهم.
الى الأخوة “العونيّين” و”الباسيليّين”، هل تتذكّرون أنّ العماد ميشال عون انبَثَق مِن عند بشير الجميّل وكميل شمعون وبيار الجميّل وأحزاب “الجبهة اللبنانيّة” مِن كتائب وقوّات وأحرار و”حرّاس أرز” و”تنظيم” وشارل مالك وسعيد عقل وفؤاد افرام البستاني وإدوار حنين والأباتي شربل قسّيس والأباتي بولس نعمان والرهبانيات تحت غطاء بكركي؟
فهل تقبلون أن تَبقَوا “حصان طروادة” الذي دمّر “طروادة البَطَلَة” من الداخل بعد أن عَصَت على حصار أعداء الخارج؟
جميلٌ أن تكونوا أوفياء؟
لكن الوفاء يجب أن يكون للبنان وليس للمتاجرين بالأوطان.
تذكّروا أن لا أمانة في أعناقنا إلا الوطن، والخائن هو مَن يخون وطنه ومجتمعه.