IMLebanon

 الثورة الضائعة

 

 

أكثر من عام مضى والبلاد تعيش حالاً من التجاهل والتغافل، جفّت الدماء ويبست في عروق النّاس كأن قدرة ما وبوضح أكبر يعيش البلد زمن «الترفيس» وعلى كل المستويات، ليل السبت الماضي كان مشهد الاحتفاء والتظاهر والثّورة بارداً إن لم نقلّ مملاً، بعد عام كاملٍ على اندلاع الثورةالعقدة والحل والرّبط والتعطيل والتعجيل والتبطيء بيد السيّد، أما كلام الوزير جبران باسيل بالأمس فهو في رأينا المتواضع «مناورة» جديدة ويترجمها مثلٌ مصري شعبي يقول: «فيها لاخْفيها»، واليومان المقبلان كفيلان بخروج فرقة تفسير الكلام على طريقة قصد ولم يقصد!!

 

ثمّة جمود وبرودة قارسة تتحكّم بالمشهد اللبناني العام هل سنحظى بتسمية رئيس حكومة أم سيتم رمي ثقل المشهد إلى الخميس التالي فراراً من تسمية رئيس الحكومة، ثمة يد تعيد عقارب الساعة إلى ما بعد سقوط حكومة الحريري بالدولارات الستة لشحن الواتس أب، أو إلى ما قبل قبوله رسملة اللحظة اللبنانيّة، وإن كنّا نعتقد أن البعض له مصلحة في فرملة مرحلة  عودة سعد الحريري من جديد رئيساً للحكومة!

 

نحن وبصدق شديد نحتاج إلى ثورة حقيقيّة،وليس فقط إلى نماذج المجتمع المدني واليسار «المعتّر» و«الشباب المعتّر» الذي يلقي بنفسه في شغب الشوارع والقنابل المشوشة للعقول والعيون وللتنفّس، ثورة تخلع كلّ الملتصقين حتى اليوم بكراسيهم تعزلهم باسم الشعب من مناصبهم وتبقيهم في منازلهم قيد الإقامة الجبريّة، ونحتاج في نفس اللحظة إلى تشكيل هيئة إنقاذ وخطوة إنتقالية إلى مشروع الدّولة الوطنيّة، على أن تضم هيئة الإنقاذ هذه أختصاصيين ـ ليس على طريقة الحكومة الموعودة ـ يعلنون حالة طوارىء ونفيرا عاما في البلاد لتأمين كلّ ما يحتاجه الشعب اللبناني.

 

من يستطيع أن يجيب اللبنانيين عن هواجسهم وقلقهم خصوصاً وأننا في بلد غارق وعلى جميع المستويات، والأفق اللبناني «مسدود يا ولدي». مجدداً سيجد اللبنانيّون الذي احتلوا الشوارع أنفسهم  عائدين إلى منازلهم خالي الوفاض عن إنقاذ وطوارىء ومساعدة الدول وسيكتشفون لاحقاً أن شروط الدول للمساعدة ستقضي على الرمق الأخير الذي تبقّى منهم!!

 

يبقى أنّه وبصدق شديد، علينا أن نقول لم يعد مقبولاً أن يتصرّف وزير الخارجيّة جبران باسيل وكأنّه رئيس جمهورية الظلّ،كثيرون باتوا يروْن أن باسيل يشكلّ خطراً حقيقيّاً بتحرّكاته وتصريحاته ورغباته على لبنان وعلى الرئاستيْن الأولى والثالثة، وعلى الرئاسة الثالثة تحديداً، لقد رتّب باسيل شعبيّة الرئيس سعد الحريري الكثير من الخسائر الكبيرة، حان الوقت لوضعه في حجمه الطبيعي «صهر الرئيس» فقط، فقد طفح الكيْل وفاض أيضاً!