IMLebanon

حزب الله يتعاطى بواقعيّة مع باسيل: حواره مع الآخرين يفتح الأبواب المغلقة! 

 

منذ تولي الرئيس ميشال عون وطيلة السنوات الست من ولايته وبعد عام وشهر على نهاية ولايته، لا يوفر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل فرصة لتحميل حزب الله مسؤولية اي انتكاسة سياسية يتعرض لها هو وتياره.

 

وامس الاول خرج باسيل في مقابلة صحافية بمواقف سياسية متناقضة وعالية النبرة تجاه حارة حريك. وعبّر فيها بوضوح عن مدى “فداحة خسارته” في المعركة السياسية التي خاضها ضد التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ومحملاً بشكل واضح لحزب الله “وزر البوكس” الذي تلقاه، حيث خسر “وحيداً” المعركة في وجه قائد الجيش، كما خسر مسبقاً المعركة ضد ترشيح سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

 

وما لم يقله باسيل في مقابلته والتي ارادها “جردة حساب” لعام 2023، تشير اليه اوساط قيادية في “التيار الوطني الحر” والتي تؤكد ان التفاهم السياسي مع حزب الله لا يزال صامداً، ولكن اصبحت الندوب فيه كثيرة، وباتت التناقضات الداخلية فيه اكثر من المشتركات، لذلك هناك دائماً محاولات من الطرفين (ميرنا الشالوحي وحارة حريك) لتنظيم الخلاف ولكي يكون التفاهم على القطعة حيث يتفق الطرفان يطبق، وحيث يختلفان لا يطبق.

 

واذ تلفت الى ان الطرفين متفقان على ترميم الاتفاق وتحديثه، لم تسمح الظروف بذلك وربما يكون العام الجديد وبعد انتهاء الحرب في غزة،  وجنوب لبنان مناسبة وفرصة للعودة الى الملفات الداخلية ومنها العلاقة بين “التيار” و”الحزب”.

 

في المقابل تؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله، ان تحميل باسيل لحزب الله مسؤولية فشله في منع التمديد في غير محله، وباسيل يعرف ان ما حصل ينسجم مع موقف حزب الله بمنع الشغور في المؤسسات الامنية وخصوصاً قيادة الجيش وفي ظل الجبهة المفتوحة جنوباً واستمرار الاعتداءات الصهيونية على الجنوب وغزة.

 

وتشير الاوساط الى ان موقف الحزب بخروجه من الجلسة النيابية عند طرح قانون التمديد مبدئي وينسجم مع التفاهمات التي حصلت مع باسيل واللقاءات التي جمعت الطرفين قبيل التمديد لدراسة الخيارات الكفيلة بمنع الشغور في قيادية الجيش.

 

وتلفت الى ان “الحزب” لم يكن لديه اي مشكلة في اي سيناريو يمنع الشغور، وكان متعاوناً ومتفهماً وسار في المسار الدستوري الطبيعي في مجلس النواب والحكومة.

 

ورغم “تفهم” الاوساط لردات فعل باسيل الكلامية “ونرفزته” لخسارته معركة التمديد، تؤكد ان وقوف حزب الله الى جانب باسيل لا يكفي وحده طالما انه يرفض الحديث مع الآخرين.

 

وتؤكد ان حزب الله نصح باسيل مراراً وتكراراً بالحوار والتفاهم مع الآخرين ومع حلفاء الحزب تحديداً، فحزب الله لا يمكنه ان يجبر حلفاءه على التحالف والتفاهم مع باسيل وهو يرفض الحوار واللقاء معهم.

 

وتلفت الى ان اعلان باسيل انه ينوي لقاء الرئيس نبيه بري ايجابي، والمطلوب القيام بخطوات انفتاحية وحوارية لحل المشكلات وكسر الجليد مع الآخرين لأن التقوقع والعزلة لا يوصلان الى اي مكان.

 

وعن التواصل مع باسيل، تؤكد ان العلاقة بين “التيار” و”الحزب” عادية، ولم يحصل تواصل سياسي بعد جلسة التمديد، ولكن حصل اتصال معايدة من الحاج وفيق صفا بباسيل.

 

وتشير الى ان من الطبيعي ان يستمر التواصل بين الطرفين، وبعد الاعياد تكون “الامور هدأت” عند باسيل و”بردت” الحرارة وذهب التوتر، ويستعاد التواصل من جديد في العديد من الملفات التي نختلف عليها.

 

وعن الملف الرئاسي، تقول الاوساط “عندما نرى لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بباسيل يعني ان الامور حلت وكل شي تمام”.

 

وحتى الساعة لا تزال الامور على حالها، ولا يزال حزب الله يدعم ترشيح سليمان فرنجية مع الرئيس نبيه بري ولا يزال باسيل يعارض هذا الترشيح.