IMLebanon

باسيل… هل حلّت بركة القديسة تريزا ؟ 

 

 

منذ زيارته “السانت تيريز” لتقديم واجب العزاء لقائد الجيش، لم يَحتل الحديث عن جبران باسيل، الذي كَثُرَت فيه الأوصاف والنعوت والصفات، ما حصل منذ بداية هذا الأسبوع حيث شكَّل النائب البتروني مادة دَسِمة للحركة الإعلامية، سواء من مؤيديه ومناصريه، أو أولئك الذين غمزوا من قناته وقناة الرئيس ميشال عون، نقطة قوَّته في معركة الدفاع والهجوم.

 

ليس بغريب ان يخرج رئيس التيار الوطني الحر بما اعلنه من مواقف. فما قاله يأتي في السياق “التصاعدي” منذ خروج “البرتقالي” من قصر بعبدا، والذي فتح فيه باباً مشرعاً على كثير من الاحتمالات في مسار “افق غير محدد”، ما قد يضع “باسيل – المشروع” في خطر الالغاء الابعد من السياسي، في حال تخطى الخطوط الحمراء، وفقا للكثيرين.

 

بلهجة هادئة نسبياً، لم تخلُ من بعض التعابير والتوصيفات العالية السقف، كل منها  كقنبلة قابلة في حال انفجارها الى قلب المشهد اللبناني الداخلي، فتح باسيل النار في كل الإتجاهات، وإن بعيارات مختلفة، مواربة ومباشرة باتجاه بكركي، صوب الضاحية، دون أن يُسقط “القوى المسيحية” من حسابه، مصوّباً سهامه “عالناشف” ضد حلفائه.

 

اوساط ديبلوماسية تابعت باهتمام تفاصيل ما ورد في الاطلالة الاعلامية، اعتبرت ان ما ورد من كلام لم يخرج من العبث، ولم يكن ذراً للرماد في العيون، بل انطلق من معطيات داخلية وخارجية، تقاطعت عند ضرورة إحداث صدمة، بعدما حرك التمديد “للقائد”الركود المتحكم في الساحة، حيث تتسارع وتتسابق مجموعة من الملفات والاحداث دفعة واحدة، ما قد يسمح باستثمارها سياسيا في لحظة تخل اقليمي، لتحقيق خرق في جدار الشغور، بموازاة زيارة الوسيط هوكشتاين وهديته السفيرة الاميركية الجديدة.

 

وإذا أرَدنا تشريح مضمون الحوار الاعلامي الثلاثي، وتحليل ما بين سطوره، يجب علينا التوقف عند مجموعة من النقاط الأساسية التي حَملت رسائل بالجملة وفي كل الاتجاهات، راسِمةً خريطة طريق التيار الوطني الحر للأشهر المُقبلة، وأهمّ ما يستوقفنا هنا:

 

– في موضوع قائد الجيش، اعاد باسيل تأكيد مواقفه على خطين متوازيين بلهجة “ناعمة” وملطفة: الاول لا مفاعيل سياسية لزيارة التعزية، فالقديم ما زال على قدمه، والثاني المواجهة مستمرة ولا هوادة فيها، بعيدا عن المصالحات والمصارحات الثنائية.

 

– قدَّم “ومن الآخر” مُطالعة في موضوع حزب الله ، حيث كان جازما بتأكيده “مواربة” ان مار مخايل سقط مرة جديدة بسبب ممارسة “وحدة الساحات”، غامزا من قناة الخلاف والتباعد الكبير حول اولوية وافضلية الاصلاح وبناء الدولة.

 

– تأكيده انه لن يكون مقبولا ان يفرض على المسيحيين رئيسا، تماما كما هو مرفوض ما يحصل حكوميا، من هنا لا قيمة لكل الكلام عن مرشحين حصرا، بل المروحة واسعة والخيارات كثيرة، اذ بحسب العونيين، جاء كلامه بلغة أكثر من صريحة وواضحة، حيث ذهب النائب البتروني ليلامس بكلامه “الوقاحة الجريئة”، في حديث أعاد عقارب الساعة سنوات إلى الوراء، فاتحاً جروح الإحباط المسيحي.

 

– تحذيره من زيارة هوكشتاين، ومن أي محاولة للمقايضة بين الحدود والرئاسة “لانها لن تمشي”، رافعا السقف، ناعيا مهمة الوسيط الاميركي قبل ان تبدا.

 

حتى الساعة الاجواء الضبابية عادت لتسيطر خلال الساعات الماضية، حيث يبدو “لابو مصطفى” حسابات اخرى ومخاوف. في كل الاحوال الاسابيع القادمة كفيلة بتبيان الامور بعد فرز الخيوط، فللخصوم “مع جبران فالج ما تعالج”، فيما المحبون بمكان آخر، “طُبّ البريق عا تِمّو بيطلع الصهر لعَمّو”.

 

هو جبران نفسه، لا فرق بين الأمس واليوم، يهاجم، يناور، يوجّه الرسائل، يؤكد انّ “الامر لي” فأنا “بعدني هون” وجاهز للمواجهة، مُميزًا نفسه بشكلٍ واضح عن الحكومة وما ومن فيها، قادر في اي لحظة على ادارة محركات أوركسترا “المبخرين”، كما جوقة “الشتامين”.