IMLebanon

تيّارٌ سَالكٌ على مَسلَكيّته

 

قد يخيّل لبَعضِ مَن تابع الإطلالتين المُتلفزتين الأخيرتين لمؤسّس «التيار الوطني الحرّ» الرئيس السابق العماد ميشال عون و»لوريثه» النائب جبران باسيل، أنّ هناك تبدّلاً ما في المواقف من «حزب الله» ومن دورِه ووظيفتِه. لكنّ موقفاً واحداً كان كفيلاً بتأكيد المؤكّد بأنّ «التيار الحرّ» لا يَأبه لمصير الوطن بَل كلّ همّه محصور بتفاصيل المراكز. (مع تأكيدنا على أهميّة الالتزام بالدستور والنصوص على كلّ مستوياتها).

ففي مؤتمره الصحافي بعد اجتماع المكتب السياسي «للتيّار الحر» قال النائب باسيل ما حرفيّته: «موقفنا بديهيّ بأن نَقِفَ مع «المقاومة» لحماية لبنان بمواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة! وهذا أساس وثيقة التفاهم التي وُقِّعَت العام 2006. ونفهم تماماً الخوف من تحوّل الحرب إلى شاملة على لبنان، ونُقَدِّر معادلة الردع التي ثَبَّتَها «حزب الله» وانبثقت عنها قواعد الاشتباك، وهي المعادلة التي مَنَعَت إسرائيل حتى الآن من الاعتداء الكبير على لبنان». وأكمل باسيل كلامَه بالثناءِ على «حِكمة وجُرأة السيّد حسن نصرالله اللتين أظهرتا الحرص على لبنان وعلى حماية المكتسبات». وبعد هذا الموقف التمجيدي، دخل النائب باسيل إلى موضوع تعيين رئيسٍ للأركان بالاعتداء على صلاحيّات وزير الدفاع وصلاحيّات رئيس الجمهوريّة…

إذاً، النائب باسيل يلغي الدولة اللبنانيّة والجيش اللبناني ويُجَيِّر دورهما إلى «حزب الله» والسيّد حسن نصرالله في حماية لبنان، ومن ثمّ يتباكى على صلاحيّات رئاسةِ جمهوريّة قَاطَع دوراتِها الثانية على مدى اثنتي عشرة جلسة، واقترع بورقةٍ بيضاء على مدى إحدى عشرة جلسة في الدورة الأولى، والمرّة الوحيدة التي تَقَاطَع فيها، وبناء على اختياره، مع نوّاب المعارضة على اسم جهاد أزعور، خَرَجَ إلى بَهو المجلس ليصرّح أنّ هذا التقاطع هو لمرّةٍ واحدةٍ فقط لا غير.

باختصار، الذمّية والانبطاحيّة ما زالتا هما أنفسهما، لا بل ازدادتا رسوخاً في العقل «التيّاري» صاحب المعادلة التالية: نعطيكم الوطن ونهديكم الدولةَ وقرارَها، وأنتم تنعمون علينا بفُتاتِ السُلطةِ والمواقع الشكليّة. في المستجدّات، يظهر أنّ هناك حراكاً داخلياً لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، وهو حراكٌ نأمل أن يَصل إلى خواتيمه. وهنا ستظهر جَليّاً كلّ المواقف لنعرف مَن سَيقترع للدولةِ الدولة، ومن سَيقترع لِنَقِيضِها، وعند الامتحان يُبان القمح مِن الزؤان.

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»