«… الخطر الخارجيّ هو وجود إسرائيل المتربّصة بنا على حدودنا الجنوبيّة، والتي أُجبِرَت أنْ تَكشِف عن وجهها الحقيقي بما تَقوم به في «غزّة»، وهذا الأمر لا يُمكن أنْ يقبله أي إنسان مهما كان فكره او انتماؤه. ولو استطاعت إسرائيل أنْ تفعل باللبنانيّين ما تفعله بالفلسطينيّين، فهي لم تكن لتتوانى عن ذلك أبداً. لأنّ «المقاومة» هي واحدة من عناصر قوة لبنان إضافة إلى الجيش والشعب، ومتى استطعنا المحافظة على هذه العناصر (أي الجيش والشعب والمقاومة) عندها فقط نستطيع المواجهة».
لا هذا الكلام ليس للنائب محمد رعد ولا للشيخ أحمد قبلان ولا للشيخ نعيم قاسم ولا للسيّد هاشم صفيّ الدين ولا للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله. قائل هذا الكلام، هو رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل «بعَضمِة» لسانه في إفطار في بلاد جبيل التي خُطِفَ فيها البارحة باسكال سليمان. يعني جبران باسيل يعتبر أنّ ما يحمي لبنان هو الثلاثيّة «جيش وشعب ومقاومة». إلّا أنّ، نحن الشعب وبغالبيتنا العظمى، نعتبر أنّ ما يحمي لبنان هو ثلاثيّة «الدستور والقرارات الدوليّة والحياد».
لا يهمّ إن كان جبران باسيل مع «المقاومة» عن قناعة أو عن «مصالح رئاسيّة» و»مكاسب سلطويّة» أو «لانتخابات نقابيّة في نقابة المهندسين»، المهم أنّه ضدّ قيام الدولة. لأنّ ما مِن دولةٍ مستقلّةٍ قائمةٍ في هذا الكون لديها «مقاومة» بالتوازي، لأنّ «المقاومة» والدولة نقيضان لا يلتقيان.
أما سمعتم عظة غبطة البطريرك الراعي البارحة وقد جاء فيها: «فلا تعتقدوا بأنّكم أقوياء في أسلحتكم، فأنتم أضعف الضعفاء! فالسلام الإلهي لا يَسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخصٍ أو حزبٍ أو فئةٍ من المواطنين، لأنّ قرار الحرب هو قرار الدولة في الحالات القصوى. فقرارُ الحربِ هو قرارٌ مرٌّ ومسؤول». ويسألك الغيارى، لماذا لا يتوحّد المسيحيّون تحت عباءة البطريرك؟ ببساطة، لأنّ فيهم وبينهم «حصان طروادة».