IMLebanon

مصادر “الوطني الحرّ” تشرح ما قصده باسيل بـ “الوهم” وحزب الله لن يدخل “حرب سجال” 

 

 

تكاد تكون المرّة الأولى التي يصل فيها رد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الى هذا المستوى من التخاطب السياسي بين الطرفين، ولو أن باسيل لم يسمّ السيد نصر الله شخصياً، ولكن كان من الواضح أنه يقصد الرد على خطاب يوم القدس، الذي كان للمناسبة موجهاً الى خصوم الحزب بالدرجة الاولى.

 

أثار كلام باسيل موجة غضب عارمة لدى جمهور حزب الله، ولكن ليس لدى مسؤوليه الذين وإن استغربوا تولّي باسيل مهمة الرد على خطاب السيد هذه المرة، إلا أنهم لم يستغربوا السقف المرتفع لباسيل، الذي يحاول تحقيق اكثر من هدف من خلال هذه المواقف السياسية التصعيدية.

 

بحسب مصادر قريبة من حزب الله، فإن الحزب لن يكون بصددد الرد المباشر على حديث باسيل الذي اتهم فيه السيد نصر الله بـ “الواهم”، ومشككاً في إمكانية النصر على “اسرائيل”، مشيرة الى أن الحزب لا يقرأ كل مواقف باسيل بشكل سلبي أو بنية سلبية، لذلك لن يكون هناك سجال، خاصة أن الحزب الذي يخوض حرباً صعبة على الحدود وفي الجنوب، ويستعد لاحتمالات توسيع الحرب ولو كانت ضئيلة، يرفض الانجرار الى سجالات داخلية.

 

بالطبع لا يمكن قراءة مواقف “التيار الوطني الحر” ورئيسه من كل ما يجري ضمن العلاقة بين التيار وحزب الله، بمعزل عن الملف الرئاسي، فهذا كان ولا يزال سبب الخلاف الرئيسي، لذلك يسعى باسيل الى طرق باب عين التينة للبقاء ضمن اللعبة الرئاسية. وبالنسبة الى المصادر فإن الحزب بات مقتنعاً أن اتفاق مار مخايل قد سقط، ولكنه يرفض اعتبار التيار كخصم سياسي يشبه باقي خصوم الحزب، ولو أن خطابه مؤخراً تخطى خطاب هؤلاء الخصوم، ويُسهم في زيادة الشرخ بين جمهور الفريقين.

 

ورغم المواقف السلبية، تؤكد المصادر أن علاقة حزب الله بالتيار لم تنقطع يوماً، ويتولى التنسيق الدائم مع التيار الحاج وفيق صفا، ولكن لكل مرحلة ظروفها ومتطلباتها، وكما كانت متطلبات المرحلة الماضية تتطلب زيارة من كتلة الوفاء للمقاومة الى الرئيس ميشال عون، قد تكون متطلبات المرحلة المقبلة تتطلب لقاءً بين الحزب وباسيل، مشيرة الى أن الاتفاق قد انتهى ولكن التوصل لن ينتهي.

 

على ضفة التيار، ترفض مصادره اعتبار حديث باسيل تصعيداً بوجه حزب الله في زمن الحرب، أو استجراراً لعروض داخلية أو خارجية من أحد، مشددة على أن ما يقوله باسيل يكرره منذ اليوم الأول للحرب في الجنوب، فهو منذ البداية لم يجد سبباً مقنعاً لدخول لبنان بالحرب، ولا يجد اليوم سبباً مقنعاً لاستمرار الحرب وربط الجبهة ولبنان كل ملفاته بالحرب على غزة.

 

وبحسب مصادر التيار فإن مواقف باسيل من الحرب لا علاقة لها بالرئاسة والخلاف مع حزب الله، ولكنها مرتبطة بمصلحة لبنان وشعبه حصراً، لذلك لن يتوقف باسيل عن المطالبة بفصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، والنظر الى مصلحة لبنان، وإنجاز الاستحقاقات الداخلية الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية، لإعادة الانتظام للحياة السياسية والمحافظة على الشركة التي تتعرض الى حرب أصعب من الحرب “الاسرائيلية” على لبنان، وكل هذه الملفات أساسية لتحقيق أي انتصار على العدو، من هنا كان كلام باسيل عن “الوهم” وإمكانية تحقيق النصر على العدو “بداخل” مفكك ومبعثر.