IMLebanon

ديناميكية باسيل ومعارك “شدّ العصب”

 

معبِّرة أن يستهل رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل زيارته لمدينة جزين، بزيارته منزل النائب السابق في كتلة الرئيس نبيه برّي، إبراهيم عازار، نجل النائب السابق الراحل سمير عازار، الذي نال في انتخابات 2022 11719 صوتاً، وكأنه بهذه الإستهلالية أراد أن يوصِل رسالة إلى برّي أنه ليس خصماً لحيثيته في جزين.

 

باسيل بارع في توجيه الرسائل، سواء في الشكل أو في المضمون، فحين زار مدينة زحلة، وجَّه أكثر من رسالة، سواء بزيارته منزل النائب الراحل إيلي سكاف ولقائه زوجته ميريام سكاف، أم بزيارته منزل النائب نقولا فتوش، لكن هذا الإنفتاح على الخصوم يقابله تشدّد مع تياريين سابقين، ففي جزين لا حضور للنائب السابق المحامي زياد أسْوَد الذي لا يختلف إثنان على أنّه يسبّب «صداعاً تيارياً» لباسيل، لكن يبدو أن رئيس «التيّار» تجاوزه، متكئاً على النائب السابق أمل أبو زيد ورئيس إتحاد بلديات جزين خليل حرفوش. المحامي أسود، المفصول من التيار، كان «إستثنائياً» في استقباله لباسيل في جزين، إذ عاجله بتغريدة فيها كل أنواع الصفات المشبعة اتهامات، وذكّره في تغريدة أخرى أنه قال عام 2009 من جزين إنّه «جاء إلى جزين لتحريرها».

 

يبدو أن جولات رئيس «التيّار» سيكون عنوانها في كلّ المناطق، والدوائر، «شدّ عصب» التياريين، خصوصاً أنّ حالات التململ تبدو عابرة للمناطق: فإذا قرّر باسيل القيام بجولة «شدّ عصب» في المتن الشمالي، على غرار ما قام به في زحلة وجزّين، فمن أين يستهلّ جولته؟ هل من بتغرين عرين آل المرّ؟ وهل بهذه الإستهلالية يوجِّه رسالة إلى نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، في ضهور الشوير، مفادها أنه ليس «الأرثوذكسي الأول»؟ وهل لهذا السبب يضع إلى يمينه الأرثوذكسي، إبن بلدة المنصورية، نائبه للشؤون الإدارية، غسّان الخوري؟ هل يزور النائب إبراهيم كنعان؟ أم تكون مقاطعته له رسالة إلى استبعاده، مع «حليفه اللدود» الياس بو صعب؟

 

تحدّي «شد العصب» في المتن الشمالي، لن يكون سهلاً، فهذا القضاء الذي يشكِّل «خزّاناً» إنتخابياً للتيار، والذي أسقط الرئيس أمين الجميل في مواجهة الدكتور كميل خوري، لم يعد كما كان، فالمبعَدون أكثر من الباقين: من الياس بو صعب إلى إبراهيم كنعان، إلى نبيل نقولا، إلى منصور فاضل، في مقابل كلّ هؤلاء فضَّل الوزير باسيل نائبه غسان الخوري.

 

«شدّ العصب» في كسروان قد يكون أقل صعوبة منه في المتن الشمالي، فالوزير باسيل مرتاح إلى أداء النائب ندى البستاني من «مجموعة وزارة الطاقة» (مع النائب سيزار أبي خليل)، وهي من المنصَّات السياسية والإعلامية التي تشكِّل خط الدفاع الأول عن باسيل، مع النائب سيزار أبي خليل، والنائب السابق أدي المعلوف، والنائب اللاحق، ربما، وديع أبي عقل.

 

«شدّ العصب» في جبيل ليس بسهولة كسروان، فليس سهلاً «قبع» النائب الحالي سيمون أبي رميا، حتى لترشيح المحامي وديع عقل أو الدكتور ناجي حايك الذي والحق يقال، ضرب باسيل «ضربة معلِّم» في اختياره نائباً له، ففي ما مضى، حين كانت الأولوية لـ»تفاهم مار مخايل»، كان الخطاب السياسي للدكتور حايك، مشكواً منه، اليوم يبدو أنّ هذا الخطاب «بيِّيع» سياسياً ومطلوب بقوة.

 

في المتن الجنوبي، يبدو «شدّ العصب» شبيهاً بجبيل، فالنائب آلان عون ليس «لقمة سائغة»، وحلفه داخل «التيار» مع ابراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، يشكِّل حصانة له داخل التيار، بمفاعيل حصانته النيابية.

 

إلى أين سيصل باسيل في معاركه داخل «التيار»؟ هل سيستطيع إنجاز عملية التطهير طالما أن العماد ميشال عون قادر على توفير الدعم له؟ لدى باسيل نقاط قوة كثيرة، في مقابل نقاط ضعف خصومه داخل «التيار» والذين لا يشكِّلون حزمة واحدة، فحال «التضعضع» التي يعانونها، لا تجعل منهم قوّة قادرة على مواجهة رئيس تيّار يتمتع بديناميكية لا يمتلكونها.