IMLebanon

باسيل لا تقبله المعارضة ولا يأمن له الثنائي

 

 

 

لم يستطع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في مبادرته او حراكه الاخير، من كسر حاجز تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، الذي فرضه الثنائي الشيعي وحلفاؤهما، منذ حلول موعد الانتخابات الرئاسية قبل ما يقارب السنة والنصف، من خلال الاشتراط باجراء حوار بين الاطراف السياسيين، يسبق انتخاب الرئيس، وتمسكهما بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، بالرغم من كل ما يطرحه او يروج له من سيناريوهات وصيغ، كان اخرها، السعي لجمع عدد وازن من الكتل والنواب المنفردين من حوله، بما يؤمن عقد جلسة لانتخاب الرئيس، تسبقها جلسات تشاورية، كما سماها، لتفادي تسميتها بجلسات حوارية، لئلا تتسبب بنفور المعارضة، وابتعادها، واذكاء الانقسام السياسي من جديد.

ما حققه باسيل من لقاءات حراكه الجديد، الخروج من حالة العزلة السياسية التي وجد نفسه وتكتله السياسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ومحاولة تظهير نفسه، كلاعب اساسي في عملية انتخاب رئيس الجمهورية، والاهم السعي لازالة الخلاف الحاصل بينه وبين حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، على خلفية عمل الحكومة المستقيلة، في ظل الفراغ الرئاسي وعدم وجود رئيس للجمهورية، ورفضه تبني ترشيح فرنجية للرئاسة، مرورا باعتراضه التجديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لعام إضافي، والخلاف على عقد جلسات تشريعية والمواضيع المدرجة على جدول أعمالها.

 

يعرف رئيس التيار الوطني الحر حق المعرفة، ان تحقيق اختراق في الملف الرئاسي في الظرف الحالي، أكبر من طاقته وتكتله، وحتى من معظم الاطراف السياسيين، وهو رهينة النظام الايراني ومقايضاته مع الولايات المتحدة الأميركية، ومرتبط بانتهاء حرب غزّة، استنادا الى مواقف وتصريحات مسؤولي حزب الله. ومع أنه وضع تحركه تحت هذا العنوان، الا انه كان يسعى من خلاله، الى انهاء التردي في العلاقات، مع الثنائي الشيعي وتحديدا مع الحزب بعد فترة الجفاء والبرودة بينهما.

خرج باسيل من مروحة لقاءاته، بتسليف بري تأييده باجراء الحوار المسبق، قبل انتخاب الرئيس، او كما سماه التشاور، او التوافق وما شابه، من دون أن يكرس كعرف قبل أي انتخابات رئاسية مقبلة، ما ادى إلى استياء ورفض من معظم مكونات المعارضة، التي اعتبرت ان مجمل حراك باسيل، وبرغم كل الشعارات والعناوين التي طرحها، هو لارساء علاقات اكثر دفئاً مع الحزب والتقارب مع بري من جديد، ليكون له حصة او كلمة وازنة في انتخاب الرئيس، وليس لتمتين علاقته مع المعارضة، والتنسيق معها لخوض الانتخابات الرئاسية جنباُ إلى جنب.

خلاصة حراك باسيل حتى اليوم، المعارضة لم تقبله الى جانبها، ولايأمن له الثنائي، ولو لم يبلغه هذا الموقف علانية.