بعد زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل طرابلس، حيث التقى فاعليات سنية دينية وسياسية اواخر حزيران الماضي، وزيارته عكار ومنطقتها مطلع تموز الجاري وجولته على المكون العلوي والسني، بالاضافة الى المكون المسيحي وفاعليات عكارية ومُقرّبة من “التيار”، حط باسيل في زيارة سريعة لصيدا حيث التقى نائبيها اسامة سعد وعبد الرحمن البزري و”الجماعة الاسلامية”، وزار بلديتها ومرجعياتها الروحية السنية والشيعية والمسيحية.
وتكشف اوساط قيادية في “التيار الوطني الحر” ان جولات باسيل المناطقية ليست جديدة، وهي تكريس لعرف دأب عليه الرئيس العماد ميشال عون بعد عودته الى لبنان في العام 2005، وسار عليه رئيس التيار الحالي الوزير جبران باسيل. وترى الاوساط انها تصب في الإطار الحزبي، وتفقد المناصرين في المناطق وتحفيز الروح الحزبية والعمل الجماعي والمناطقي، بالاضافة الى الاطلاع على حاجات المناطق والناس والوقوف على مطالبهم.
وتشير الاوساط نفسها الى ان لقاء المكونات السياسية والحزبية والدينية، جزء من رسالة وتوجه التيار للعمل الوطني والانفتاح على مكونات الوطن، لتوسيع مروحة التفاهمات. وتنفي الاوساط ان يكون للجولات اهداف انتخابية وسياسية راهنة، لكنها لا تنفي في المقابل ان هدف الجولات تأكيد الحضور السياسي للوزير باسيل والانفتاح على الآخرين، وكذلك البعد الانمائي في المناطق ، خصوصاً المشاريع التي نفذت في عهد الرئيس عون والوزراء المقربين منه ومن التيار.
في المقابل، ترى اوساط قيادية في “الثنائي الشيعي” ان حراك باسيل ايجابي، ويساهم في تخفيف الاحتقان في الشكل، وفي المضمون هو محاولة للعب دور سياسي وتأكيد الحضور، ولكن الظرف السياسي غير ملائم لحصد نتائج او القيام بمبادرات، اذ تتجه كل الانظار الى جبهة غزة ومصير التسوية لمعرفة سير الامور جنوباً.
وعلى مستوى التقارب مع الرئيس نبيه بري، تكشف الاوساط ان العلاقة بين باسيل والرئيس بري تتحسن، ولكن على ما يبدو هناك مسار لم يكتمل بعد وهو في حاجة الى وقت، ولكن بالاجمال الامور على “سكتها الصحيحة”، وهي في إطار بناء الثقة المتبادلة والمصارحة لتطوير العلاقة على اسس ثابتة.
وعن العلاقة مع حزب الله، تؤكد الاوساط ان لا شيء يمنع من عقد لقاء جديد بين الوزير باسيل والحاج وفيق صفا، وقد يكون هناك لقاءات جديدة وخطوات عملية في فترة قريبة.
بدورها ترى اوساط في 8 آذار وعلى إطلاع عن قرب على حركة باسيل، ان الاخير بانفتاحه على المكون الشيعي يبقي خط التواصل مفتوح في مجال الاستحقاق الرئاسي، فيما يحاول ان يعوض عن الجفاء في الساحة المسيحية وانقطاع العلاقة مع “القوات” و”المردة” و”الكتائب” بالتقارب مع المكون السني بعد المكون الشيعي.
وترى ان تجديد العلاقة مع المكون السني الديني ومفتيي المناطق، يخفف “النقزة” من الطروحات التي كانت توصف “بالعنصرية” وبالطائفية ضد النازحين السوريين والسنة والمسلمين عموماً، بالاضافة الى فتح قنوات مع النواب السنة الذين يوصفون بـ”المستقلين” (سعد، البزري) خارج الاصطفاف في 8 آذار او “تيار المستقبل”، او ما يسمى بـ”السنة التغييريين”، أملاً بطرح رئاسي “توافقي” خارج سليمان فرنجية او قائد الجيش.