IMLebanon

باسيل نموذج صارخ للإنحدار السياسي

 

 

 

ليس أبلغ  دلالة على تردي الاداء السياسي العام، وما وصلت اليه الهشاشة السياسية، والسخافة الشخصية، أكثر من انحدار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الى الدرك الاسفل، الذي لم يبلغه اي سياسي سابق، حتى في ذروة الانحطاط والتصحر السياسي، والحرب الاهلية المشؤومة التي مرت على لبنان، في نهايات القرن الماضي.

وبدلا من ان يتقدم  باسيل في ادائه وسلوكياته السياسية، نحو الافضل، مستفيدا من تجارب واخفاقات المرحلة الماضية، منذ تزكيته وريثاً سياسياً للعماد ميشال عون، واحتضانه من قبل نظام الاسد وحزب الله، وتوليه مسؤولية العمل السياسي والوزاري، وادارة رئاسة الجمهورية بالوكالة، طوال العهد العوني، الى الاهتمام بالقضايا والمسائل الوطنية، ينحدر نحو الأسوأ خارج السلطة، التي لم يستوعب فقدانها بعد، بتكرار ممارساته السابقة، تارة بتعزيز الانقسام داخل حكومة تصريف الأعمال، بغياب رئيس الجمهورية، و تارة اخرى بتكرار اسلوب تعطيل العمل الحكومي  الذي مارسه بكيدية طوال العهد البائد، بذرائع  واعراف مختلقة، ولم يجد امامه أخيرا، الا توجيه سهام ضغائنه وغرائزه السياسية، الى داخل بوتقة تياره السياسي،الذي انكفىء الى داخله، معزولا عن الخصوم والحلفاء،بعد خروجه من سدة السلطة، حاصدا مع مورثه، أكبر أزمة مالية واقتصادية ومعيشية مرت على لبنان في تاريخه.

لم يجد رئيس التيار الوطني الحر على سبيل المثال، ان تركيز اهتمامه السياسي  وتوجيه تحركه، بما يهم المواطن اللبناني من اقصى الشمال، الى اقصى الجنوب، للمطالبة بانعقاد مجلس النواب، لاقرار الاصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة، ووضع القوانين اللازمة، لحل الازمة المالية،  لإخراج لبنان من دوامة الانهيار المالي، افضل من خوض غمار المعارك الوهمية والثانوية الصغيرة داخل تياره السياسي في الوقت الحاضر. او ان التوجه نحو حليفه المبتعد عنه مؤقتا،حزب الله، لاقناعه بفك عقدة ربط انتخاب الرئيس، بمعزل عن انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، والمباشرة بانتخاب رئيس للجمهورية، لاعادة النهوض بالدولة ومؤسساتها من مسار الانهيار المتواصل، وتحصين الموقف الداخلي، افضل  من  التقلب بالمواقف المزيفة، وخوض معارك وهمية داخل تياره لابعاد خصومه ومنافسيه الفعليين من طريقه، واغلاق التيار على ازلامه المطواعين والنفعيين دون غيرهم.

 

يظهر تجاوز رئيس التيار الوطني الحر، الاهتمام بالقضايا والمسائل الوطنية الملحةّ، والتوجه نحو خوض المعارك الهامشية الضيقة،  داخل اروقة تياره، في لحظة حرجة يعيشها لبنان، مدى انحدار ادائه السياسي،  وتدني مستوى الزعامة التي يحاول لبوسها، وعدم القدرة والتاثير في مسارالحياة السياسية، والعجز الكامل عن القيام بالحد الادنى من الدور المطلوب منه، في حل المشاكل والازمات التي يواجهها اللبنانيون حاليا.