Site icon IMLebanon

ما سر توقيت باسيل؟ وهل الخبر في مصير رئاسة الجمهورية؟

 

 

يتساءل البعض عن توقيت الخطوة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بفصل بعض النواب من التيار اذا كان مؤشراً ليقينه انه لا انتخابات رئاسية!!! لأن القاصي والداني يعلم مدى دهاء الرجل ومدى اهمية صوت واحد في انتخابات رئاسة الجمهورية فكيف لو تم الاستغناء عن ثلاثة واربعة اصوات؟!

أو ليس الأمر يدعي الى التساؤل فيما اذا كان الرجل قد تيقن من أن لا انتخابات رئاسية وهو بالتالي لم يعد مضطراً التغاضي عن مخالفات هؤلاء كرمى لتصويتهم ولأصواتهم علها تحدث فرقاً!

 

اما الفرق كل الفرق حسبه ربما باسيل لصالح الانتخابات التيارية عندما حسم امره علماً ان الرجل كان بأمكانه اختيار توقيت لاحق للفصل لولا احداث كثيرة تراكمت من قبل هؤلاء النواب في الاونة الاخيرة بحسب اوساط التيار كما انه ربما قطع الأمل من قيامة الاستحقاق الرئاسي فخطى خطوته!

 

والسؤال المطروح هل ان انعدام فرص قيام الاستحقاق الرئاسي هو فعلاً السبب المباشر اما ان تجاوزات النواب المفصولين هي التي دفعت باسيل للقول لهم طفح الكيل؟

 

دور باسيل

الكل يعلم ان جبران باسيل يلعب دورًا محوريًا في التفاعل مع الازمات داخل تياره فهو يعمل على تعزيز القيادة الداخلية للتيار من خلال تعيين قيادات جديدة تكون ملتزمة بشكل أكبر بسياسات التيار، مما يساعد في تقليل التوترات الداخلية.

وفي المعلومات ان النواب المفصولين زاروا العماد عون بطلب منه وعاتبهم على عدة مواقف مخالفة لقرار قيادة التيار ومنها:

– التصويت المغاير لقرار قيادة التيار في جلسة مجلس النواب الشهيرة عندما صوّت التيار لجهاد قزعور.

 

 

– الاطلالات الاعلامية على قنوات كانت محظورة على القيادين بقرار من قيادة التيار وقد خالفها اغلب النواب المفصولين

– المواقف المتناقضة التي عبر عنها البعض في مجالسهم العامة والمغايرة لمواقف القاعدة التيارية وتحديداً المخالفة لقرارات قيادة التيار.

– رفض بعضهم الحضور للمساءلة أمام مجلس الحكماء ..

 

الا ان المساءلة الأبرز هي التي تولاها الرئيس عون من الرابية مع هؤلاء وتضمنّت وفق المعلومات السؤال الموحد لجميعهم كل على حدة، وبما معناه، ” هل ستكررون في المستقبل ما فعلتموه ان في مجلس النواب او عبر الوسائل الاعلامية ؟ ” فكان الجواب “نعم” على اعتبار ان التيار برايهم هو حزب ديمقراطي يمنحهم حق استقلالية الاختيار والانتخاب. الامر الذي جعل الرئيس عون بحسب اوساط قريبة منه يتخذ قراراً سريعاً وليس متسرّعاً بفصلهم، بعد مساءلتهم واعطائهم فرصة تصحيح الخطأ لكنهم صرحوا علناً امامه بأنهم لن يتراجعوا في المستقبل عن خياراتهم.

 

وفي السياق تستبعد الاوساط نفسها ان يكون التوقيت الذي اختاره باسيل له علاقة بيقين الرجل ان لا انتخابات رئاسية في الافق أو في المدى المنظور مستبعدين ايضاً حديث البعض عن تغيير النظام في لبنان وأن البداية ستكون بإلغاء انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية! مؤكدين في الوقت نفسه ان تغيير النظام في لبنان أمر كبير وليس مزحة او قرار يملكه حزب الله فقط ! مقرّين في الوقت نفسه الى احتمال اطالة الشغور الرئاسي ولكن ليس إلغاء استحقاق الانتخابات رئاسة الجمهورية!

الى ذلك توضح الاوساط نفسها ان المشكلة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبعض النواب الذين انفصلوا أو تم فصلهم من التيار تتعلق بعدم التزام هؤلاء النواب بقرارات وسياسات التيار. على سبيل المثال رفض حضور النائب ألان عون جلسات مجلس الحكماء والهيئات السياسية الأخرى الاثنتي عشر ١٢

 

وفي السياق يحلل المراقبون التأثيرات المحتملة لخطوة باسيل على الشكل التالي

– التأثير على تكتله النيابي

قد يؤدي فصل النواب إلى ضعف التكتل النيابي للتيار الوطني الحر، مما قد يؤثر على قدرته التأثير في القرارات السياسية انما في المقابل ستؤدي جرأة باسيل مفعولها بعد ان يشعر الأعضاء الآخرون بالقلق من إمكانية فصلهم إذا لم يلتزموا بالتعليمات فيحقق باسيل مطلبه بضرورة الانضباط والالتزام وإلاّ !

 

– التأثير السياسي

وقد يكون لهذا الوضع تأثيرات على التحالفات السياسية في البلاد، حيث يمكن أن تستغل الأطراف الأخرى هذا الانقسام لتعزيز مواقعها.

 

وامام هذا الواقع الخيارات المتاحة أمام باسيل

– محاولة التفاوض: يمكن لباسيل محاولة التفاوض مع النواب المفصولين لإعادتهم إلى التيار بشرط الالتزام بالسياسات والقرارات.

– تعزيز القيادة الداخلية: يمكنه العمل على تعزيز القيادة الداخلية للتيار من خلال تعيين قيادات جديدة تكون ملتزمة بشكل أكبر بسياسات التيار.

– التحالفات الجديدة: يمكن لباسيل البحث عن تحالفات جديدة لتعويض أي خسائر ناتجة عن فصل النواب.، مما يساعد في الحفاظ على قوة التيار وتأثيره في الساحة السياسية.

 

استفادة احزاب أخرى

من جهة أخرى هناك عدة أحزاب في لبنان قد تستغل الانقسامات داخل التيار الوطني الحر لتحقيق مكاسب سياسية واستغلال الانقسامات لتعزيز موقعها السياسي وجذب النواب المفصولين أو المنفصلين عن التيار، أما السيناريوهات التي يتم هندستها لهؤلاء فهي كثيرة بعضها قيد التداول وبعضها ما زال مخفياً …وعن تلك السيناريوهات حديث آخر لاحق.