Site icon IMLebanon

هل يستطيع باسيل تعزيز دوره في المشهد السياسي؟ 

 

 

 

يُدرك رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل انه اذا لم يُتقن حساباته السياسية في هذه المرحلة واذا لم يتواضع كثيرا ويقوم هو بالخطوة الاولى باتجاه باقي القوى، فان ذلك سيهدد وضعيته السياسية ككل اقله حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة. اذ يبدو واضحا ان هناك مسعى جديا من قبل عدد من القوى لاقصاء باسيل انطلاقا من الاستحقاق الرئاسي لينسحب ذلك على باقي الاستحقاقات.

 

فـ “القوات اللبنانية” تحاول ومنذ فترة تكريس نفسها الممثل الاول للمسيحيين في البلد وبخاصة بعد تقلص كتلة “التيار الوطني الحر”، وبالتالي لن تتردد في السير بأي صفقة تؤدي الى اقصاء باسيل سواء كانت الصفقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري او مع باقي القوى المسيحية (الكتائب-فرنجية ونوابه والنواب الخارجين حديثا من كنف التيار).

 

وبالتوازي، كان لافتا ما رشح من اجواء عن بنشعي، وان كانت لم تتبن ايا منها بشكل رسمي، عن ابلاغ فرنجية من قبل “الثنائي الشيعي” ان حظوظه انتهت وانه يتم العمل على تسويق اسماء توافقية، ما قد يدفع به الى الخروج لاعلان انسحابه متبنيا ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون اذا جرى تفاهم مسبق مع “القوات” بهذا الخصوص. ففي حال كان هناك تجاوب من بري مع هذا الخيار والتوجه تكون الامور بلغت خواتيمها ويكور قد تم عمليا اقصاء باسيل من خلال انتخاب خصمه اللدود، اما وفي حال تشدد “الثنائي” برفض عون فالامور ستبقى على حالها من التعثر.

 

ويُدرك باسيل كل هذه المحاولات ويتابعها عن كثب، لذلك نراه يتحرك في اكثر من اتجاه، فيفتح خطوطا مع المعارضة وفي الوقت نفسه يعمل على تزخيم التواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وتقول مصادر مطلعة على توجهاته عن كثب ان حراكه “بخلاف الآخرين لا يسعى الى اقصاء اي من القوى بل يسعى حقيقة الى تفاهم وطني عريض على اسم الرئيس بخاصة في ظل المتغيرات الكبرى التي يشهدها البلد”، نافية في حديث لـ “الديار” ان يكون يسعى الى “تفاهم مع “الثنائي الشيعي” على اسم رئيس ترفضه المعارضة، من منطلق عدم رغبته بتكرار الحصار الداخلي والدولي الذي فُرض على عهد الرئيس ميشال عون، وبخاصة ان هكذا سيناريو سيكون اسوأ بعد اليوم في ظل المتغيرات الكبرى في المنطقة”. وتضيف المصادر:”ما يريده باسيل هو ان يرسّخ نفسه بيضة القبان بين الفريقين وان يحاول تمرير اسم لا يستفزه واقرب اليه وان لم يكن بالمباشر. فبعد انهيار حظوظ فرنجية يحاول المستحيل لنسف حظوظ عون، عندئذ يعتبر انه قطع ثلاثة ارباع المسافة لتحقيق اهدافه”.

 

ولا يتعاطى باسيل بجدية مع ما يتردد عن احتمال ترشيح رئيس “القوات” سمير جعجع “لعلمه بأن هناك فيتو شيعيا  كبيرا على اسمه كما ان قسما كبي من قوى المعارضة اصلا لا يسير به، من هنا لا يعتبر انه مضطر الى خوض معركة بوجهه ما دامت حظوظه شبه معدومة، وفق المعطيات الراهنة”.