العلاقة بينهما بحسب الملف وهذا ما أدّى إلى الخلاف الكبير
عتبَ مناصرو «حزب الله» على غياب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن تشييع السيد حسن نصرالله. وقال القيادي في «الحزب» غالب أبو زينب: «استغربت عدم وجوده في التشييع، وأنا الذي أعرف ما فعله السيد حسن في سياق العلاقة مع «التيار» ومن أجله. قد أتفهم الأمر في الحسابات السياسية، ولكن ليس على المستوى الشخصي».
وكان باسيل أوفد ستة نواب من «التيار» للمشاركة في التشييع. ويختصر العلاقة بين «الحزب» و»التيار» سابقاً ومستقبلاً منسق الإعلام في «التيار الوطني الحر» ميشال أبو نجم في حديثه مع «نداء الوطن» فيقول: «منذ لحظة التفاهم مع «حزب الله»، كان «التيار الوطني الحر» متيقّناً أن ثمن نسج المساحات المشتركة بين اللبنانيين وتمتين الوحدة الوطنية سيكون مكلفاً وقد ارتضى «التيار» بذلك بكل قناعة وجسّدها في كل المحطات، سواء مع «حزب الله» أو غيره من الأفرقاء، منذ أن مدّ اليد للجميع بعد 14 آذار 2005، وفي الوقت نفسه، اختار البعض عدم التعاون».
اضاف: «مرت محطات كثيرة مفصلية اتخذ فيها «التيار» والوزير جبران باسيل الحفاظ على لبنان ووحدته، في مواجهة الضغوط الخارجية، كما حصل خلال زيارة وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو للبنان عام 2019، وما تلاها من أحداث ابتدأت بالحرائق بلغت أوجها مع 17 تشرين، وصولاً إلى الانتخابات النيابية عام 2022».
ويتابع أبو نجم: «إن خيار الوحدة الوطنية، وبناء الدولة كان مكلفاً. فلا شكّ أن شعبية «التيار» تراجعت نتيجة هذا الخيار الذي رأى «التيار» أنه لا غنى عنه إلا سياسة التصادم والإقصاء والعزل والإلغاء. وبالرغم من صعوبة خيار جسر التفاهم بين اللبنانيين والمكونات كافة، كان «التيار» والوزير باسيل والرئيس العماد ميشال عون يعلمون أن هذا «الخيار» هو في خدمة لبنان، بدليل التعاون بين الدولة و»الحزب» عشية الوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية. وساهمَت هذه العلاقة بين الجانبين في تحقيق الشراكة في النظام، مع إقرار «الحزب» بالوزن التمثيلي الكبير لـ»التيار» ومساهمته في وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة كونه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين في النظام، وكذلك في إقرار قانون الانتخابات النسبي مع الصوت التفضيلي الذي حسّن التمثيل الطائفي والسياسي، والذي يُواجِه اليوم مساعي البعض الخبيثة لإعادة الساعة الى الوراء»».
وحول التباينات يقول أبو نجم: «لا شكَّ أنّ الخلاف الأساس بين «التيار» و»الحزب» كان إخلال «حزب الله» ببند بناء الدولة في التفاهم ما أدى إلى الخلاف الكبير، وتفضيله وحدة «الثنائي» الشيعي على حساب الإصلاح وبناء دولة. وزاد في الخلاف، دعم «الحزب» حكومة ميقاتي بتصريف الأعمال وانتهاكاتها للشراكة الوطنية، وصولاً إلى الاختلاف حول الرئاسة مع ترشيح رئيس «المرده» سليمان فرنجية. يضاف إلى ذلك الاختلاف حول حرب إسناد غزة على حساب مصلحة لبنان. ومن هنا، باتت العلاقة مع «حزب الله» تقوم بحسب الملف».
ولفت أبو نجم إلى أن «التيار «يتطلع إلى بناء دولة الإصلاح وحماية لبنان وترسيخ محورية الدولة، وعلى هذا الأساس يتعاطى مع كل الأفرقاء السياسيين بمن فيهم «حزب الله». مع التأكيد أن الاختلاف لا يعني بأي شكل من الأشكال القطيعة، أو الخصومة، ذلك أن السعي للتقريب بين اللبنانيين وتقديم خطاب وطني جامع، ينبذ مساعي العزل والإقصاء والهيمنة، هو ما يفيد لبنان في اللحظة الراهنة المليئة بالمخاطر والتحديات».