بعد العقوبات الاميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حيث اتهم فيها بأنه فاسد، قرر ان يخوض معركة بأنه ليس الفاسد الوحيد في لبنان وان سياسيين غيره ضالعون في الفساد واوصلوا البلاد الى الانهيار، واذا لم تكشف الادارة الاميركية عنهم، فهو سيقوم بالمهمة، وقد طالبها بأن تكشف ما لديها بالوثائق حول تهمة الفساد التي وجهت اليه وعاقبته وفق قانون «ماغنتسكي».
العقوبات حرّكت ملفات الفساد عبر القضاء اللبناني، اذا لم يتحرك القانون الاميركي، وفق مصادر في «التيار الوطني الحر» التي تكشف بأن السكوت عن الفساد لن يحصل بعد الآن، وان التدقيق الجنائي المالي، هو احدى الوسائل لمعرفة اين ذهبت الاموال، ومن استفاد منها، وكيف هدرت، لكن يبدو ان مسؤولين في الدولة، لم يقبلوا بأن يتم فضحهم وتعريتهم، فقرروا المواجهة من خلال تعطيل عمل لجنة «فاريز اند مارسال» التي فسخت العقد مع وزارة المال.
وفي المقابل، فإن خصوم باسيل السياسيين، كالرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وليس بعـيدا عنهم رئىس «تيـار المردة» سليمان فرنجية، يتحدثون عن «كيدية سياسية» بدأ يستخدمها رئىس الجمهوريـة العماد ميشال عون من خلال مستشـاريـه وفريق عمله بالـتعاون مع باسيل من خلال استخدام القضاء لاهداف سياسية، فأنشأوا ما يسمونها «غرفـة سوداء» في القـصر الجمـهوري يديرها المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي ويعاونه كل من وديع عقل وهيلانة اسكندر وبعض القضاة في فتح ملفات يدعون انـها تحـتـوي على فسـاد في وزارات وادارات ومـصـالح وصناديق ومجالس، وفق ما تؤكد مصادر هؤلاء الذين قرروا مواجـهة «تسيـيس القضـاء» من جـهة، ورفض الخضوع للاستنسابية، وان باسيل هو تحت المساءلة والمحاسبة ايضا، وهو متورط في فساد ايضا، ويجب ان يفتح ملف وزارة الطاقة، واستجرار الكهرباء عبر بواخر، وتأخر في بناء معامل الانتاج الكهربائي.
فمقولة باسيل، «انا فاسد وكلكم فاسدون»، هو ما يعمل به في فتح ملفات فساد، وفق المصادر التي ترى بأن العهد الذي بقي من ولايته عامين، ولم يحقق انجازات تذكر، فانه يسعى الى ان يخرج من الحكم، وقد اسقط معه من يسميهم خصومه، ووقفوا ضد عهده، لذلك بدأ مستشاروه العمل بنظرية كشف المستور عن الفساد.
واكثر الذين تضرروا من فتح ملفات الفـساد، هو رئىـس الحزب التقدمي الاشتراكي، لاسيما في وزارتي المهجرين والاشغال التي تولاهما غازي العريضي، بعد ان اثار المحامي وديع عقل ملفاتها، وقد سبق له ان فتح ملفات اخرى، فانبرى جنبلاط يدافع عن العريضي من خلال تغريدة له، اعتبر فيها العريضي بأنه من رموز النضال، وكان لفترة ابعده عنه كمستشار، ثم رفض ترشيحه للنيابة في بيروت، واستبعده عن الحكومة، ليعيده الى واجهة العمل السياسي، من خلال التواصل مع الرئىس بري، الذي يعتبره جنبلاط حليفه الصادق ورفيق دربه، وهو يلجأ اليه في الايام الصعبة التي يمر بها احياناً، كما في 7 ايار 2008، وغيرها من المحطات السياسية، حيث يستمر الحلف ما بين الرجلين منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو سيعود تحت عنوان مواجهة كيدية عهد عون، تقول المصادر التي تشير الى ان الرئيس بري يتخوف من استمرار فتح ملفات الفساد، ومنها مجلس الجنوب، وعندها «ستنكسر الجرة» مع الرئىس عون الذي لا يساعده هذا السلوك على انقاذ السفينة من الغرق.