IMLebanon

تغيير “الطائف” أم تغيير الرئيس؟  

 

تحتشد الأسئلة في المشهد اللبناني وكلّها لا إجابة لها، لكن لا بدّ من طرحها لأنّها إلزاميّة في المسار اللبناني المعقّد، هذا المشهد المتحجر يشبه تلك اللعبة التي كنّا نلعبها ونحن صغارٌ، لعبة «الصّنم» كنّا نعدّ واحد إثنان ثلاثة صنم ونتجمّد في حركة مرتجلة ويدور علينا واحد من الرّفاق عليه القيام بحركات مضحكة والذّي ينهار بالضحك أوّلاً يقع عليه أن يلعب دور المهرّج لإضحاك الأصنام البريئة المتجمّدة…

 

هذا المشهد اللبناني المتجمّد يتحمّل مسؤوليّته رئيس الجمهوريّة من عمليّة تعطيل البلاد وعرقلة تشكيل الحكومة، حتى في عزّ أيام الوصاية لم نشهد هكذا أزمات تعطيليّة. جلس الرئيس في الظلّ وسلّم مقاليد إدارة العمليّة السياسيّة إلى صهره، وتراكمت المآسي على اللبنانيين إلى أنّ هزّ 17 تشرين أركان القصر وطردت صهر العهد من المشهد السياسي، وبرغم الثورة وبرغم الكوارث التي يمرّ بها البلد منذ بداية هذا العام المشؤوم العهد غير آبهٍ بالشعب، المهمّ أن يعود الصهر المكروه إلى إمساك خيوط تكليف الحكومة!!

 

للأسف، تجربة العامين 1989 و1990 تعودان للحضور بسوداويّة في المشهد اللبناني مشهد 4 آب نسخة كبرى عن مغامرتي التحرير والإلغاء في تدمير بيروت، وكأن هذا العهد جلب معه من تلك المغامرة الإصرار على تدمير البلد وتعطيله، هذه سياسة خبرناها وذقنا الأمّرين منها في تلك الأعوام السوداء فلِمَ الإصرار على إعادتنا إلى أشباحها بشكل أو بآخر!!

 

هذا العهد وصل من سنوات أربع تقريباً، ووصل البلد على حافّة خراب عام شارك هو فيه منذ دخل إلى الحكومات بصهره المدلّل وكرّس له قاعدة «لعيون صهر الجنرال ما يكون في حكومة»، وهذا الصهر فاحت من كلّ الوزارات التي دخلها روائح فساد ونهب غير مسبوق ويجب أن يكون أول من يخضع للتدقيق الجنائي… ونملك الجرأة لنقول 70 بالمئة من الشعب اللبناني لا يريد العيش في لبنان بشروط حزب الله والارتهان لأجندة إيران، 70 بالمئة من الشعب اللبناني يعتبر أننا شعب يختطفه حزب الله بحجة المقاومة والممانعة وقد حان الوقت لمواجهة هذا الواقع!

 

تغيير الرئيس هل يحلّ «مشكلاً» في البلد، نقول بصدق تجربة التخلّص من الرئيس إميل لحود لا تزال واضحة للعيان، 3 سنوات ظلّ قابعاً في القصر، وليست بكركي التي فرضت بقائه لأنّه حتى لو رغبت بكركي بإخراجه من قصر بعبدا كنّا سنرى الضاحية كلّها في بعبدا، نفس المشهد سنراه في حالة الرئيس الحالي، الذي يبتز حزب الله بالحديث عن مناقشة وتطوير ورقة مار مخايل، هذه المرّة سيتولّى المفاوضة جبران باسيل سيعطيهم ما يريدون مقابل أن يفرضوه رئيساً كما فرضوا عمّه!!