Site icon IMLebanon

بعد زيارة وفد «الوطني الحرّ» الى دمشق… هل يزورها باسيل قريباً مع عناوين هامة؟

عودة النازحين والإنتخابات النيابيّة والرئاسيّة ملفات تشغل بال «التيار البرتقالي» ورئيسه

شكلّت زيارة وفد « التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير السابق ونائب رئيس التيار للشؤون السياسية طارق الخطيب، الاسبوع الماضي الى سوريا، خطوة لافتة في التوقيت والهدف، بدعوة من الامين العام المساعد لحزب « البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال، للقاء وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، لكن الخبر لم يمر مرور الكرام، بحيث بدأت أخبار الكواليس تتسلّل الى الساحة السياسية، ناقلة بأنّ الزيارة ليست عابرة، بل لها افق سياسي انتخابي ورئاسي، يبدأ ببحث ملف النازحين السوريين في لبنان، وينتهي بالاهم والابرز اي الاستحقاقين النيابي والرئاسي.

الى جانب ملف النازحين السوريين الذي حمله باسيل، دعا الى إيجاد حل له بالتعاون مع السلطات السورية، من خلال ترتيب العودة الى بلادهم بعد انتهاء المعارك، لكنه إتهم بالعنصرية، من دون ان يتوصّل الى نتيجة ايجابية لا هو، ولا المدافعين عن بقاء النازحين لأسباب مذهبية، الامر الذي دفع برئيس « التيار» الى طرح هذه المشكلة من جديد، على ان تكون طبقاً مهماً خلال زيارة مرتقبة له الى دمشق، مع تناوله ايضاً مشكلة علاقته بالحلفاء، الذي تضاءل عددهم حتى بات له حليف واحد هو حزب الله، مع وجود خبايا عن خضّات سياسية بينه والحزب، فتارة يعلو منسوب العلاقة نحو الافضل، وطوراً تتجه نحو الخلافات، لكنها تبقى خفية ولا تصل الى العلن، إلا حين تقوم مصادر معيّنة بالتسريبات، وقد تكون من ضمن احد الطرفين اي التيار والحزب.

إنطلاقاً من هنا، تلفت مصادر سياسية مطلعة على الوضع السياسي القائم بين الجهتين، الى انّ باسيل يطمح الى تحالف اقوى واكبر في الانتخابات النيابية، لنيل المكاسب وعدم خسارة عدد كبير من المرشحين، خصوصاً انّ الظروف التي ترافق هذه الانتخابات لا تبشّر بالخير، بالنسبة الى معظم الاحزاب والمرشحين، بسبب رفض اكثرية اللبنانيين لهؤلاء، في ظل الاوضاع الخطرة والصعبة التي لم بعد بإستطاعة اللبنانيين تحمّلها، بحيث تؤكد مصادر الاوساط الشعبية، بأنه من الصعب جداً تأمين نسبة مشاركة شعبية في الانتخابات النيابية، مما يعني انّ الخطر سيكون داهماً على الاغلبية، وبأنّ التحالف مطلوب بقوة خصوصاً بالنسبة الى «التيار الوطني الحر» الذي خفّت شعبيته في المناطق المسيحية، وفق الاحصاءات التي لم تعد خافية على احد، اذ باتت معروفة والكل يتطرّق اليها في البرامج التلفزيونية السياسية، إضافة الى بعض الاحزاب التي خفّت شعبيتها بنسبة اكبر.

هذا المشهد الذي ينقل صورة سلبية عن التحالفات التي لم تتبلور بعد، بسبب خلافات الحلفاء الذين باتوا خصوماً في توقيت حساس، يتطلّب التلاحم والتقارب، أطلق «نقزة « سياسية لرئيس « التيار»، لذا يتأمل خيراً خلال زيارته المرتقبة الى سوريا ، لانها ومن دون اي تصميم او تصوّر مُسبق، ستقفل باب الخلافات بين الحلفاء، وتفتح باب التفاهم، لتطلق العنان للتقارب الانتخابي، لانّ الخسارة ممنوعة مهما كانت الاسباب، الامر الذي لا يستبعد حصول توافق انتخابي بين التيارين الخصمين، اي «البرتقالي» و «المردة»، على الرغم من دخول حزب الله قبل فترة على هذا الخط لإجراء مصالحة انتخابية فقط بين باسيل والنائب السابق سليمان فرنجية، إلا انّ الاخير رفض، ما دفع برئيس «التيار البرتقالي» الى الاستعانة القريبة بدمشق لهذا الغرض، فضلاً عن تصحيح العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، اقله في فترة الانتخابات حيث يحتاج «التيار» الى اصوات «حركة امل «، خصوصاً في جزين التي باتت على خط انتخابي خطر، يحتاج الى الحليف والخصم الدائم في آن معاً، اي رئيس المجلس الذي لم يجد اي كمية ولو صغيرة من الكيمياء مع باسيل .

في غضون ذلك، لا تنفي المصادر ان يكون الاستحقاق الرئاسي ملفاً دسماً، خلال لقاء الرئيس السوري بشار الاسد وباسيل، لان الاخير لا يزال يراهن على تغيرات قد توصله الى قصر بعبدا، وهذه التغيرات مرهونة بالاجتماعات السياسية التي تجري بين الاضداد الاقليميين والدوليين ، وبالتالي فكل شيء وارد في لبنان، على الرغم من انّ باسيل مطوّق بالمآزق وفي طليعتها العقوبات الاميركية، ولكن حين يُتخذ القرار ويُعطى الضوء الاخضر الخارجي فكل شيء مباح.

وختمت المصادر بأنّ زيارة باسيل الى دمشق ستحصل بالتأكيد وبطريقة مفاجئة، مع اشارتها الى ان ما قاله رئيس «التيار» قبل ايام، رداً على سؤاله حول توقيت سفره الى سوريا، «بأن اللقاء سيتمّ في التوقيت الذي سيأتي بالفائدة على لبنان، وهو مرتبط بخياراتٍ استراتيجية لا يفضّل الغوص فيها الآن».