IMLebanon

الجميّل يتصرف بأعصاب باردة مع أزمات الحكومة: الخلاف لا يُفسد للودّ قضية مع “وليد بك”

لا مكان لتصفية الحسابات الصغيرة أمام القضايا الكبيرة لدى الرئيس أمين الجميل، والعلاقة بين الحزبين التقدمي الاشتراكي والكتائب وتالياً بين المسيحيين والدروز أكبر من بكثير من ملاحظات من هنا وهناك، والمناقشات التي تجري بين وزراء يمكن أن يحدث مثلها داخل وزراء الصف الواحد والحزب الواحد. وتالياً لن تتسبب ملاحظات على علب لبنة ولبن وكيس طحين بالنسبة الى الجميل، بتعكير العلاقة التي يعتبرها الاساس في “قيامة لبنان”، وحجر زاوية لا بد منه لإعادة ترتيب البيت اللبناني.

منذ صباح أمس تولى رئيس الكتائب زمام الأمور بيديه وأوعز الى من يعنيه الأمر بالطلب الى وسائل أعلام الحزب الكف عن الحملة الاعلامية المضادة على وزير الصحة وائل أبو فاعور، والتي بلغت ذروتها أول من أمس بنشر مقالة عنوانها “كمال جنبلاط: لا يجادل الإنسان إلا عن نقص”. ولم تنته الأمور عند هذا الحد بل جرت اتصالات بين أمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر وأمين عام الكتائب ميشال خوري “لضبضبة” الامور ووضعها في نصابها الصحيح ونقل الخلاف في وجهات النظر بين الوزيرين ابو فاعور وآلان حكيم الى قاعة مجلس الوزراء باعتباره المكان المناسب لحل الاختلافات في وجهات النظر بين الوزراء وليس المؤتمرات الصحافية.

وكان الجميّل ضرب مطلع الاسبوع، بيده على الطاولة في قاعة الاجتماعات الكبرى في بيت الكتائب المركزي خلال أجتماع المجلس المركزي، مذكراً الجميع بأن الحوار ثم الحوار هو الحل الوحيد لمشكلات البلاد، وأعاد تلاوة بعضاً من سيرة الصراعات والنزاعات والحروب بين اللبنانيين والتي انتهت الى غير رجعة في رأيه، ولا مفر من الحوار بين اللبنانيين من أجل عدم العودة أليها، وتالياً لا يمكن القبول بأي حل أو طريقة للتعامل بين اللبنانيين الا بالحوار. وأعاد التذكير بموقفه يوم صعد الى المختارة ووقع وثيقة التفاهم مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “في عز الهيمنة والاحتلال السوري”. كذلك ذّكر بتأييد الكتائب للحوار في قصر بعبدا بينما رفضه الاخرون، ثم عادوا الى تأييد “اعلان بعبدا” وتبني نتائجه كاملة. ولم ينس تذكير الحضور بإصرار الكتائب على الحوار بين المسيحيين وقادتهم ورفض بعضهم لهذا الحوار، ليعودوا اليوم اليه وسيلة وحيدة لحل المشكلات العالقة و”حلحلة” الامور.

يتصرف الرئيس أمين الجميل بأعصاب باردة مع الأزمات التي تعترض مسيرة العمل الحكومي هذه الايام، وهو يعرف أن الفساد “معشش” في ادارات الدولة ووزاراتها، وكذلك المحسوبيات وسياسة تقاسم الحصص. فالرجل صاحب خبرة طويلة ومراس في النظام السياسي اللبناني وهو عندما يتحدث يتذكر احداث 1958 و 1969 وصولاً الى “حرب السنتين” وما أعقبها، ويذكّر جلساءه من أصحاب “الرؤوس الحامية” بأن بعضهم أو غالبيتهم “لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما كانت موجة المد الناصري تجتاح العالم العربي وشعوبه مهددة بابتلاع لبنان”. ويبتسم بهدوء حيال الاحداث التي تشهدها الساحة السياسية ويدعو الجميع الى الهدوء والتفكير بروية في عاقبة كل كلمة تقال على أعصاب المواطنين وأملهم في العيش بكرامة في لبنان.

ويردد بعض المحيطين برئيس الكتائب “أن الخلاف أياً يكن حجمه والمسألة التي يدور حولها لا يفسد للود قضية مع وليد جنبلاط”، واستطراداً فأن رئيس الكتائب الذي ذهب الى الجنوب للقاء حركة “أمل” و”حزب الله” وفتح باب جديد للحوار بين اللبنانيين، لن يقفل باباً أخر عنوانه “وحدة الجبل والتلاقي المسيحي – الدرزي أياً تكن الاسباب”.