IMLebanon

الجميّل يبشّر بـ«الشفافية» من «مدينة ميشال سليمان»!

«هذه هي المرّة الثالثة التي أحلف فيها اليمين. المرّة الأولى مع المؤسّس بيار الجميل، والثانية مع الحبيب بيار وهذه المرّة مع الرئيس الجديد»، يقول الرجل مُعتدّاً بنفسه. لم يكن وحده. رفاق آخرون أتوا أيضاً وأقسموا «باللّه وبشرفنا وبدم شهدائنا أن أكون أميناً للبنان ولحزب الكتائب اللبنانية». قرابة 2500 فتاة وفتى كتائبي التقوا، أمس، في مدينة ميشال سليمان الرياضيّة في جبيل، يتقدمهم أمين بيار الجميّل.

هي المرّة الأولى التي يُنظّم هذا الحدث خارج بيروت. الحُجّة المعلنة «إبراز دور بقيّة المناطق». أما السبب الفعلي فهو التحذيرات الأمنية التي دفعت بالحزب إلى اختيار جبيل والطلب من الأقاليم الحزبيّة «عدم حشد المناصرين، بل الاكتفاء بمن سيحلفون اليمين وعائلاتهم»، استناداً إلى أحد المسؤولين. الهاجس الأمني كان بارزاً: سيّارات رباعية الدفع على المفارق المؤديّة إلى المجمع الرياضي، عناصر التنظيم الكتائبيون تولّوا تنظيم السير، وأفراد الجيش انتشروا في التلال المقابلة، وقبل أمتار من المكان عناصر من «أمن الحزب» يحملون بنادق «كلاشنيكوف» ومسدسات.

«مدرج كارلوس سليم» قُسّم قسمين: غرباً مُخصص للقيادة الكتائبية، أعضاء المكتب السياسي، رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ورئيس بلدية جبيل زياد حواط الذي وصل تمام الساعة 12.48 بعدما كان رئيس الحزب سامي الجميل قد شارف على الانتهاء من كلمته. شرقاً، جلس الجمهور الكتائبي، أمّا المنتسبون فوضعت مقاعدهم في الوسط.

على المنصّة الرسميّة، كان وزير العمل سجعان قزي يتنقل بين رفاقه، تارةً مُتغزّلا بـ«ابني» النائب نديم الجميل، وتارة أخرى يلتقط الصور بهاتفه، فيما بقي نائب الرئيس الأول أسعد أبو خليل في مكانه يُراقب الحضور بهدوء. وقف مستشار الرئيس، ميشال خوري، مُعلناً دخول سليمان. أما الحضور، فوقفوا مع دخول الرئيس أمين الجميل وعقيلته. «الهيصة» الكُبرى نالها «الرئيس» الجديد. عانق والده وشبكا أيديهما. صرخ الجمهور باسمه: «إنت الرئيس يا سامي».

قبل القسم، اعتلت صبيتان ورجل المنصة. إحدى الفتاتين مسلمة، في خطوة أراد المنظمون عبرها إثبات أنّ الحزب اليميني الذي ولدت من رحمه مقاومة مسيحية، تخطّى منطق «الشرقية والغربية».

في الشكل، «التنظيم جيّد، وهو يدلّ على نهضة يمرّ بها الحزب بعد أن أعطاه الشيخ سامي روحاً»، يقول الأمين العام رفيق غانم. أما في السياسة، فسهام الجميّل أصابت الحاضرين للاحتفال قبل الأخصام في السياسة. أكد أن «كل الصفقات وتمويل الاحزاب بالاموال الوسخة سيتوقف. من خلال الكتائب وشباب الحراك المدني سنمنع الصفقات. ومخطئ من يظن أن ملف النفط والغاز سيمر من دون إشراف دولي وشفافية ودون مناقصات شفافة». قد يكون صادقاً. ولكنه لا يستطيع أن يُنظّم احتفاله في مدينة سليمان الرياضية وبحضوره، ويسأل «ما هذا البلد الذي يملك السياسيون فيه نصف الشركات التي تتعاطى مع الدولة؟»، فيما شربل سليمان هو المدير العام وعضو شركة سبان العقارية التي تُنفذ الاشغال الخاصة والعامة وتشترك في المناقصات وتنفيذ التعهدات. ولا يُمكنه أن ينزعج من «مشكلة الولاء للخارج»، ووثائق «ويكيليكس» المسربة تنقل عن والده «التزام بيت الجميّل بتوجيهات المملكة، وأكد أنه لن يعمل أي شيء إلا بتوجيه من الملك عبدالله».

الجميّل انتقد سلاح حزب الله و«النظام السياسي الفاشل»، مُعتبراً أنّ الوقت حان للتطلع إلى «منطق إصلاحي يبدأ بتطوير النظام». أما في ما يتعلق بالرئاسة، «فليعلن كل مرشح عن مشروعه. إن رأينا أنه يلتقي مع مشروعنا، فأهلاً وسهلاً به، وإلا فلا يواخذنا»، مشدداً على أنه «لا أحد يستطيع أن يجبر الكتائب على أن تمشي ضد قناعاتها».