الجميّل وجّه رسالة الى عون وجعجع
8 آذار : تأخر كثيراً في زيارته الى الجنوب
لا تزال تتفاعل في الأوساط الجنوبية أصداء الزيارة «التاريخية» التي قام بها الرئيس الأسبق للجمهورية رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميل، والتي تعتبر الأولى من نوعها له منذ العام 1983 وفي هذا المجال تقول مصادر كتائبية ان الرئيس الجميل بتسويق نفسه كمرشح «توافقي» حقيقي، لا يمكن لأي من الأطراف الإعتراض عليه، باعتباره لم ينهج نهجا عدائيا ضد أي أحد، وهو الذي قام بجولات مكوكية بين المناطق اللبنانية، وحمل رسالة المسيحية إلى الأزهر الذي التقى شيخه ناقلا إليه مطالب المسيحية المشرقية.
وأضافت المصادر ان هذه الزيارة تشكل استمرار لما بدأه الجميل منذ سنوات، وتحديدا منذ الزيارة التي قام بها إلى طرابلس، التي لا تزال مقفلة على حليفه «اللدود» الدكتور سمير جعجع، معتبرة أن مثل هذه الزيارة ضرورية جدا، ليعلم الجميع، في الشرق والغرب أن «حدود المسيحيين ليست جسر المدفون»، وأن الوجود والحضور المسيحي فاعل وأساسي ومحوري.
وأعتبرت المصادر عينها أن في توسع نشاط الكتائب رفض لمحاولة «زرك» المسيحيين في ثنائية عون وجعجع مجددا، لأن حزب الكتائب «لديه ما يقوله»خاصة وأنه موجود في لبنان منذ ما قبل الإستقلال، وذكرت بتوحيد حزبي الكتائب والنجادة قيادتهما السياسية في وجه الإنتداب الفرنسي لتحقيق الإستقلال، موضحة أن على الجميل أن يزور المنطقة أصلا، لأن أول بيت للحزب كان في منطقة حاصبيا، وأسس عام 1938 وذلك بمسعى من الاستاذ فيليب البستاني الذي كان يدرّس انذاك في تلك البلدة وكان أول رئيس لذلك المركز، وقد افتتحه مؤسس الحزب الشيخ بيار الجميل.
كما رأت المصادر أن في الزيارة والإحتضان الشعبي لها رسالة للدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون معا، فالرئيس الجميل كرس «وسطيته» إنطلاقا من كونه متمايزا عن الثامن من آذار في غير موقع. وتضيف المصادر ان أحد أهداف الزيارة تثبيت المسيحيين الجنوبيين في أرضهم، واندماجهم مع محيطهم، كما أنها تكسر حدة المد المسيحي العوني، الذي يستفيد من البيئة الحاضنة لخيار الجنرال عون، في تحالفه الصامد مع الثنائي الشيعي القابض، بمعنى تحقيق خرق على مستوى إيجاد زعامة مسيحية معتدلة خارج منظومة «صراع الديكة» القائم.
من ناحية أخرى، رفضت بعض المصادر في 8 اذار «مظاهر التهليل والإبتهاج» التي رافقت الزيارة التي وصفتها بـ «الفولكلورية والإنتخابية»، مشيرة إلى أن الجميل «تأخر كثيرا» ليذهب في هذه الزيارة واشار الى إن المسيحيين في الجنوب متروكين لحالهم، وكأن لا وجود لهم، بالتالي، فحضورهم السياسي مستند إلى تحالفهم مع الثنائي الشيعي القوي، شاكرة الله وجود شخص إسمه العماد ميشال عون اهتم بالمناطق المسيحية الجنوبية، وفرض حضورا ورأيا، رغم «التحفظ على أداء بعض نوابه في الجنوب وجزين».
وسألت المصادر هل اسقطت هذه الزيارة مفاعيل 17 ايار الذي كان الجميل الى الامس القريب يعتبره انجازا ديبلوماسيا رائدا؟