Site icon IMLebanon

الجميل حاول تقليد «مشهدية معراب» فاثار نقمة المسيحيين!

لم يبق مسيحي واحد من اللبنانيين في الداخل في المغتربات الا وتسمّر امام الشاشات ليتابع مشهدية معراب يوم تبنى رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كان الامر اشبه بالزلزال او بعاصفة ثلجية بيضاء طمرت بمتساقطاتها 30 عاما من الدماء والدموع واقتلعت رياحها الصفحات السود في العلاقة ما بين الطرفين وانسحب الامر ثقيلا على بقية مكونات الساحة الوطنية، كون ما حصل اطاح بأوراق اللاعبىن من حلفاء واخصام الرجلين المتوزعين بين فريقي 8 و14 آذار فما بعد هذا التحالف الجديد ليس كما قبله سواء وصل الجنرال الى قصر بعبدا ام لم يصل وفق الاوساط المتابعة للمجريات.

واذا كان التريث قد ظلل مواقف كافة اللاعبين على الحلبة الذين باتوا يستعملون ميزان الصيدلاني لوزن كلماتهم قبل اطلاقها لألف سبب وسبب لان اجتماع اكبر كتلتين مسيحيتين سيغير قواعد اللعبة في العمق انطلاقا من رأس الهرم وحتى القاعدة، فإن في تريثهم الكثير مما يبعث الريبة والشكوك وتسأل الاوساط هل فعلا يريد الاخرون انتخاب رئىس للجمهورية وعلى خلفية قول الرئيس نبيه بري «فليتفق المسيحيون» ام ان الرئاسة وفق رؤيتهم تصب في خانة لزوم ما لا يلزم، لا سيما وان النغمة التي تعزف حاليا تصب في خانة وجوب تفعيل الحكومة العتيدة التي حشرت على جدول اعمالها 349 بندا ما عدا بند التعيينات الامنية وهنا بيت القصيد في لعبة التعطيل والمماطلة خصوصا وان جميع مكونات الحكومة تعلم جيدا ان عدم ادراج هذا البند سيؤدي الى مقاطعة الوزراء العونيين للجلسة بالتكافل والتضامن مع وزراء «حزب الله».

وتضيف الاوساط انه اذا كان التريث المريب يحيط بمواقف اغلب اللاعبين الوازنين فإن موقف رئىس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل حيال تبني جعجع لترشيح عون جاء صادما للمسيحيين اينما تواجدوا باعلانه رفض الكتائب لترشيح اي طرف من 8 آذار سواء اكان اصليا او تايوانيا وفق كلام الجيمل الا اذا خضع لامتحان في الوطنية اعد مسابقاته من حيث الاسئلة الحزب الهرم والجميل وحده سيشرف على تصحيح المسابقات ليعلن نجاح او رسوب المرشح للكرسي الاولى ضمن مشهدية مضحكة – مبكية تجلت في المؤتمر الصحافي ا لذي عقده في بكفيا محاولا تقليد ما حصل في معراب وشتان ما بين الثرى والثريا.

وتشير الاوساط الى ان الجميل اثار نقمة المسيحيين ما عدا قلة من المستقلين الذين يحسبون على عدد الاصابع، ولعل اللافت وفق الاوساط ان الجميل اعاد تكرار المعزوفة الكتائبية التقليدية حيث غاب والده الرئىس امين الجميل عن المؤتمر على قاعدة توزيع الادوار وفق ما دأب عليه الرجلان في معظم المراحل فهما مع 14 آذار في مرحلة وضدها في مرحلة اخرى وكذلك الامر بالنسبة لكافة المحطات السياسية التي تتطلب موقفا واضحا لا الوقوف في مربع «البين بين» ولعل اكثر ما استفز المعارضين الكتائبيين الذين تابعوا وقائع مؤتمر الجميل الصحافي ان رئىس حزب الكتائب ورث الحزب عن ابيه دون اية احقية وان رئاسته تعرضت للطعن من خلال الدعوى التي اقامها ضده عضو المكتب السياسي السابق في الحزب ميشال جبور كون الجميل انتسب الى الكتائب عام 2008، ولا يحق لمن يترشح لرئاسة الحزب الا ويكون مضى على انتسابه 15 عاما وان التحالف المسيحي بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» كفيل بإيصال النواب المسيحيين بأصوات مسيحية في جميع مناطقهم ما يعني بالمحصلة غياب كافة من يقف في وجههم في الساحة السياسية وكان حريا بالجميل ان يركب القطار المسيحي قبل فوات الاوان لا ان يضع شروطا سترتد عليه نتائج كارثية سواء وصل عون ام لم يصل كون الهدف اولا واخيرا بلقاء الرابية معراب عودة مقولة امن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار كما فعل اقطاب الدروز.