Site icon IMLebanon

الجنرال بين خيارين: «رضا» عين التينة أو «باي باي» رئاسة

الجنرال بين خيارين: «رضا» عين التينة أو «باي باي» رئاسة

حزب الله لن ينزل إلى المجلس لإنتخاب عون إذا رفض بري التصويت له

 

قد يكون رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون اكثر سياسي مغضوب عليه في لبنان فهو لا مع اصدقائه بخير ولا مع خصومه بخير… تنهمر عليه الفيتوات من كل حدب وصوب وكأنه المسؤول عن خراب لبنان اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا.

من حظ عون العاثر كما يقول بعض اهل السياسة، ان توقيت انفراج الملف الرئاسي جاء بالتزامن مع تعويم الملف النفطي، وعلى الطريقة اللبنانية فان اي رئيس للجمهورية غير ميشال عون كان سيواجه «الأمرَّين» لنيل رضى الاقوياء من اهل السياسية عندنا، فكيف الحال مع الجنرال الصعب المراس والمحاط بوزير مشاكس وغير محبوب اسمه جبران باسيل لا تهضم تصرفاته شوارع سياسية طويلة عريضة بزعمائها وجمهورها.

ومن حظ عون العاثر ايضا، ان تذليل العقبات امام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للقبول به رئيسا للجمهورية كان مجرد خطوة في مشوار الالف ميل الى بعبدا، فطالما ان طريق «عين التينة – الرابية» ما زالت غير سالكة سينتظر عون 45 جلسة اخرى علَّ وعسى يتم التوافق عليه لمنصب الرئاسة الاولى.

من هنا، لا يطلب الحريصون على مصلحة الجنرال سواء من جماعة «حزب الله» او من الاصدقاء في «8 آذار» شيئا كثيرا اذا نصحوه بضرورة مراعاة هواجس رئيس «مجلس النواب» نبيه بري والتقرب منه ومسايرته وتقديم كل الضمانات التي يطلبها في الوزارات والمؤسسات والقانون الانتخابي والتباحث معه وفق اية صيغة ستدار الدولة في عهده.

وفقا لهؤلاء، فاذا كان هذا التصرف ليس فرضا واجبا على عون الا انه من حق حزب الله عليه عدم احراجه مع بري لا سيما وأن الحزب حارب كل الدنيا حتى اقرب المقربين منه لايصاله للرئاسة، والتزم وما زال بالوعد الرئاسي الذي اعطاه له.

وعليه، فان عون قد يجد نفسه وحيدا في هذه المعركة فالحزب لن «يزعل» بري ليرضيه ولن يشارك في اية جلسة لا تشارك او تصوت فيها كتلة بري بالكامل لصالح ايصاله للرئاسة، اما اقصى ما يمكن ان يفعله حزب الله لعون في هذه المرحلة فهو تلطيف الاجواء وتقريب وجهات النظر بينه وبين ودولة الرئيس، واذا استلزم الامر التمني على بري بالتغاضي عن بعض التفاصيل حتى يمر القطوع الرئاسي على خير.

ولكن من قبيل توخي الحذر، يؤكد هؤلاء بأن حركة الرئيس الحريري الرئاسية وما يرافقها من تشويش قد لا تصل بالملف الرئاسي الى بر الامان، فالسعودية لم تحسم امورها بعد وهناك معلومات يتم تداولها على نطاق سياسي ضيق جدا تشير الى وجود تخوف من خضة امنية تضرب الشارع اللبناني في لحظة اعلان الحريري ترشيح عون رسمياً.

وبالتالي، وطالما ان الحريري ما زال في مرحلة جس النبض وتهيئة الاجواء بالتوازي مع «نقزة» الرئيس بري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط من انعطافته غير المنسقة كليا مع الرياض يضاف اليها نفور رئيس المجلس من عون، فان الامور الرئاسية تبقى بخواتيمها وما علينا الا انتظار لقاء الاخير مع كل من الحريري وبري لمعرفة مسار ومصير هذا الملف.