Site icon IMLebanon

الجنرال كلود» تتحدّى زياد حواط في جبيل: لا لسوليدير 2

نهار الخميس، أعلن الوزير السابق شربل نحاس تبنّي ترشيح السيدة كلود مرجي بشارة في مدينة جبيل، لتكون بذلك ممثلة «مواطنون ومواطنات في دولة». بشارة هي الوحيدة التي ترشحت في وجه لائحة رئيس البلدية زياد حواط، بعد أن قرر التيار الوطني الحر الوقوف على الحياد. تُحذّر من تحويل جبيل إلى «سوليدير 2»، مؤكدة أن معركتها بدأت يوم ترشحت، ونهار الانتخابات ليس سوى محطة

لا يبدو أن التيار الوطني الحر اعتبر من «الصفعة» التي وجهها له مناصروه وحزبيّوه في انتخابات بلدية بيروت الأحد الماضي.

شبابه التواقون إلى خوض الاستحقاق الانتخابي ليعبّروا بديمقراطية عن رفضهم للنهج الذي تربّوا على محاربته أعواماً طويلة، فُرملت حماستهم عبر صفقات «توافقية» يتبين في كلّ مرة أنّ المستفيد الأول منها هم خصوم التيار. رجال ميشال عون أثبتوا الأحد الماضي أنّ معركة «التغيير» ضد تيار المستقبل كانت لتكون مربحة لو أن القيادة لم تُفضّل التوافق. السيناريو نفسه تقريباً يتكرر في انتخابات بلدية مدينة جبيل. بعد ستّ سنوات من المعارك الشرسة ضد رئيس البلدية زياد حواط، وبعد أن تدخل النائب ميشال عون شخصياً عبر حضوره إلى جبيل عشية انتخابات الـ2010 لمواجهة حواط، قرر التيار الوطني الحر التفرج على حواط يفوز بالتزكية. وكأنّ معارك «الوجود» باتت تُختصر بزحلة وجونية. تناسى مسؤولو التيار خطاب حواط الشهير في الـ2010 يوم استقبل النائب سعد الحريري، خاطباً: «نظرتك للمستقبل نظرة صحيحة وأمل لجيل الشباب، ونحن نسلمك هذه الأمانة والبيرق في يديك لتسير أمامنا ونحن إلى جانبك». فقررت الباحثة في مجال السياحة المستدامة كلود مرجي بشارة تذكيرهم بها. هي المرشحة الوحيدة التي «حرمت» حواط لذّة الفوز بالتزكية لدورة ثانية. حجتها أنها «تُدرك الخطر الذي يُداهم المدينة». في الأساس، بشارة عضو في التيار الوطني الحر وليست بعيدة عن القيادة البرتقالية، «لكنني لا أخوض المعركة كعضو في التيار، لأن القضية أكبر من السياسة». تُبرر قرار حزبها عدم الترشح بالقول إنّ هناك «منسق قضاء ومنسق مدينة ومسؤول بلديات ونواباً قدموا إلى الرابية التقرير نفسه. ميشال عون بدو يسمعلي؟ للأسف هم كلهم أخطأوا، لكن نحن مؤسسة وهناك نظام يرعى عملنا. ولا أريد أن أضيّع وقتي في الحديث عن هذه النقطة». فالتركيز ينصبّ حالياً على محاولة استلحاق نفسها بسباق بدأ قبل ستّ سنوات «من خلال عمل أسبوعين قبل الانتخابات».

تقول بشارة إن المقرّبين منها يتلقون تهديدات من حواط وأناس آخرين

منتصبة القامة تظهر بشارة في الصور التي ارتفعت في جبيل. على مدخل المدينة ومقابل المبنى البلدي المُشيّد حديثاً، ترفع كفها محذرة من «سوليدير 2» في مدينتها. ابنة الباشورة التي ذاقت لوعة سوليدير بيروت، «بعد أن خسرت عائلتي كل شيء»، قررت الترشح في المدينة التي عاشت فيها 33 سنة لأنه «ما في حدا وقف تا يقول لأ».

منذ سنة ونصف السنة، عملت بشارة على دراسة لمدينة جبيل مموّلة من الدولة الإيطالية، بالتعاون مع الجامعة اللبنانية «بيّنت أن الخلل يصيب كلّ ما له علاقة بركائز الاستدامة التي تهتز بمجرد المس بحقوق الأهالي والسكان». بعيداً عن «بروباغندا جبيل أحلى»، أنواع الخلل تتعدد في المدينة. شاطئ المدينة العام استملكته المنتجعات الخاصة، «نملك منفذاً واحداً إلى المياه، والبلدية لم تسعَ لتسترد حقنا». رصيف السوق القديم «احتلته المطاعم». والأهم هو «ساحة اليونيسكو العامة التي أصبحت مليئة بالكراسي والطاولات». أما رصيف المينا «فلم يُتخذ القرار بمنع السيارات من المرور عليه والاكتفاء بالسيارات الكهربائية». تتهم بشارة البلدية بـ«احتلال المساحات العامة»، وبالتقصير على الصعيد البيئي «لأن من المفروض أن تكون المدينة القديمة مُخصصة للمشاة فقط. في أي بلد تمر السيارات على طريق ضيقة بجانب حائط آثارات يعود إلى ما قبل 7000 سنة؟». إضافة إلى ذلك، «الطريق الرومانية المربوطة بنفق تحت الأرض بقلعة جبيل كانت في ما مضى تصل إلى بعلبك. بإمكان أي كان اليوم أن يُلاحظ الأوساخ والإهمال. وحتى لا يوجد لوحة لتعريف السياح بها». خلال العمل على الدراسة، تبيّن أن «عدد السياح ضئيل والدليل عدد رواد المتاحف والكنائس. يأتي الزوار من أجل النرجيلة والغداء والعشاء بعد أن استبدلنا كل المحال الحرفية بمطاعم وحانات غير مجهزة بالصرف الصحي». الخلل يصيب أيضاً اقتصاد جبيل التي يُعرف أبناؤها بأنهم تُجار، «بدأت تُفقد المهن ويريدون أن يخلقوا لهم مجمعاً تجارياً سيُكلف 48 مليون دولار على وقف الرهبنة المارونية». هذا عدا عن «تحويل بساتين الليمون إلى مواقف سيارات تحتكرها شركة الـBVP التي يملكها مقرّبون من حواط».

ربطت بشارة كلّ هذه النقاط بعضها ببعض، قبل أن تكتشف التوأمة مع بلدية أبها السعودية، «من أجل التوأمة يجب أن يكون هناك أمور مشتركة. ما المشترك بين جبيل وأبها؟ هل سنكون قادرين على السياحة في السعودية؟ أين حقوق المرأة هناك؟». رفعت الصوت وقدمت ترشيحها دون أن يتجاوب معها أحد، «ما معي وقت فكّر ليش». توظف كلّ لحظة من أجل «إقناع الناس بأنني سأكون عينهم في المجلس البلدي. ترشيحي ليس مجرد تثبيت موقف». بشارة لا يدعمها أحد. الحالة العونية تتعاطف معها و«قبل يومين اتصل بي الوزير السابق شربل نحاس مقدماً دعمه». تضحك حين يُقال لها إنها تُشبه نحاس في طريقة التفكير: «في الماضي لم يكن اسمي كلود. كانوا ينادونني الجنرال». على الرغم من ذلك، «المقرّبون مني يتلقون تهديدات من حواط وأناس آخرين بعرقلة مصالحهم. يقولون لهم: بعد الانتخابات بتشوفو». تُخبر عن شبان كثر «تركونا من أسبوع لليوم، وما عم نلاقي حدا مسترجي يقعد مندوب». لا تشغل بشارة بالها بنسبة الأصوات التي ستنالها: «معركتنا بدأت يوم ترشحت، والأحد ليس إلا محطة»، واعدة بأنها ستكون «بلدية ظل، أنا وأناس آخرون». فرِحة هي أنّ حواط «أكل صفعة كبيرة بعد أن كان يحلم بالتزكية. قوتي أن لا أحد خلفي».