تحققت الأعجوبة الأولى.
وأصبحت الطريق مفتوحة بين الرابية ومعراب.
وزوال المقاطعة حدث.
والعبور الآمن مهمة صعبة.
ويبدو ان الوسيط بين الجنرال والحكيم، كان عنده الحكمة، والشجاعة لجعل المستحيل وارداً.
والحوار المطلوب والمقطوع، رحب به الخصمان اللدودان بشروط.
الجنرال تهمّه الجمهورية، أكثر مما يهمّه انتخاب رئيس للجمهورية.
والحكيم يشغله همّ الشغور في الرئاسة الأولى، لئلا يعتاد اللبنانيون على الفراغ.
قبل قرابة ربع قرن، انتشر في البلاد شعار لافت:
في البلاد جمهورية من دون جمهور.
وراح هذا الشعار، يقضّ مضاجع رئيس الجمهورية الياس الهراوي.
***
الجمهورية في فراغ.
٨ آذار بايعت الجنرال.
و١٤ آذار رشحت الحكيم.
لكنها عجزت عن تأمين النصاب لانعقاد الجلسات.
والوسطيون بزعامة وليد جنبلاط، يرشحون النائب هنري حلو.
وثمة من يراهن، على تكرار قصة الرئيس بشير الجميّل، في الوصول الى الرئاسة.
إلاّ أن الأوضاع أصبحت مغايرة.
لا الرئيس نبيه بري هو الرئيس كامل الأسعد.
ولا الحكيم هو طبق الأصل عن بشير الجميّل.
هو يعرف ذلك.
لذلك، فقد عرف مَنْ يختار، ليقوم بما لا يستطيعه الآخرون.
وهل أصعب من ردم الهوّة، بينه وبين الجنرال.
صعد الوديع الرابية مرتين.
ومارس دماثته في الكلام.
ووداعته في الحوار.
هل ذهب الرئيس العام للمجلس الماروني العام لانقاذ الجمهورية
ام لانقاذ النظام في بلد جمهوري؟
ربما، فإن الاثنين معاً، بحاجة الى انقاذ.
خصوصاً وأن المنطقة على كف عفريت في زمان داعش والنصرة.
وذبح العسكريين أو قتلهم هو الكارثة الأكثر فظاعة وبشاعة.
***
بعد مجيء الوسطاء، بدأ البحث عن تسوية.
والجميع ينصحون اللبنانيين بالتفاهم.
والموفدان الروسي والفرنسي اعتبرا أن التوافق مسؤولية لبنانية.
في حقبة السبعينات، كان السفير السوفياتي سولداتوف لفظة تتراقص على الألسنة والحناجر.
وكان يغدو بين بعبدا والفاكهاني، فهل يحل بوغدانوف محل سولداتوف؟
وهل يستعيد الرئيس بوتين دور الزعيم السوفياتي السابق بريجنيف؟
وهل ينوب الموفد الفرنسي جيرو في ايام الرئيس هوبير المشغول الآن بالحوار مع الرئيس ميقاتي في باريس، عن مهمات كوشنير في ايام ساركوزي؟
اللبنانيون كانوا يحصلون منذ الطائف على رئيس يدير الأزمة.
فهل يحصلون الآن على رئيس ينقذ الجمهورية؟