Site icon IMLebanon

مُبادرة «الجنرال ..» قد «أعذر من أنذر » !!

لاقى السيد نصرالله في خطابه الأخير كلام الجنرال حول حقيقة وعمق الأزمة السياسية التي يمّر بها لبنان جراء تعطيل العملية السياسية بكل وجوهها وتحديدا موضوع إنتخاب رئيس الجمهورية حيث تُلصق تهمة التعطيل بفريق 8 آذار- ومنهم حزب الله بطبيعة الحال- كون هذا الفريق ملتزماً بترشيح العماد عون أو لا أحد.

إلاّ إن الجنرال وبعد طرحه لجملة خيارات بدا وكأنه يحاول أن ينزع هذه التهمة عنه وعن حلفائه مقدّما جملة خيارات إعتبرها الفريق الآخر غير واقعية أو على الأقل غير قابلة للتحقيق في الوقت الحالي إلا ان كلام السيد نصرالله عن ضرورة أخذ كلام الجنرال على محمل الجِدّ فسّره متابعون على أنه «جرس إنذار» يقرعه هذه المرة حزب الله نيابة عن الجنرال يؤكد فيها جدية الطروحات التي أعلنها الجنرال مؤخرا ما يعني وقوف الحزب معه إلى آخر الخط وقد ظهر ذاك مع تلميح السيد نصر الله بوجود «فكرة» لدى الحزب سيطرحها بعدما ينتهي عون من مشاوراته مع الكتل السياسية التي يبدأها هذا الأسبوع وتحديدا مع الكتل المسيحية والتي ترجح مصادر قريبة من 8 آذار أن تكون في خطاب التحرير حيث تكون النوايا قد تكشفت في موضوع التمديد ويكون الجنرال قد أدى واجبه على قاعدة ..أعذر من أنذر !

تتابع هذه المصادر أن الجنرال قد أفسح المجال لمشاورات اللحظة الأخيرة قبل بدء خطواته التصعيدية وذلك بناء على رغبة حليفه حزب الله الذي وعده بأن يكون معه لآخر لحظة حتى ولو لم يقف باقي الحلفاء في 8 آذار لإعتبارات مختلفة وقد فسّرت بعض المصادر تلميح السيد بوجود فكرة ما سوف يطرحها لاحقا إلى إحتمال عدم إمكانية السير بالإقتراحات التي طرحها الجنرال وبالتالي سوف تكون هناك «توليفة «تساعد على تجنب مأزق الشلل الحكومي الذي يهدد به الجنرال والذي يتحاشاه الحزب كثيرا هذه الفترة لإعتبارات الحرب التي يخوضها على الحدود والتي يحتاج فيها إلى نوع من الإستقرار السياسي على الجبهة الداخلية .

هذه «الحاجة» للحزب هي التي يعوّل عليها الفريق الآخر -كما تتابع هذه المصادر- تجعل الفريق الآخر يتمسك برفض طروحات الجنرال -غير واقعية حسب قولها وغير القابلة للتطبيق أقلّه في هذا الظرف الإقليمي الحسّاس ولكن السؤال المطروح لماذا إختار الجنرال تحضير «خارطة طريق» سياسية يعرضها على الفرقاء وهو شبه متأكد أنها لن تلقى القبول عند الأغلبية أو لنقل لا إمكانية لتنفيذها في المدى المنظور؟ يجيب أحد أفرقاء 14 آذار أن الجنرال يحاول أن يوثق بأنه سعى كثيرا لكسر حلقة الفراغ السياسي التي يمّر بها لبنان ويطرح جملة حلول لعل واحدا منها يلقى آذاناً صاغية وبهذا يدفع عن نفسة تهمة التعطيل في الإنتخابات الرئاسية أو حتى في موضوع التعينات الأمنية والعسكرية أو من خلال طلبه إدراج قانون الإنتخابات على جدول الجلسة التشريعية كي يضمن إجراء إنتخابات تعطي تمثيلا حقيقيا وبذلك يكون قد تبرّأ من كل التهم الموجهة إليه وطرح رؤية جديدة لنظام الحكم «الرشيد» في لبنان !.

يدرك حزب الله أهمية وجدية ما يروّج له العماد عون وهو ما دعى السيد إلى القول بضرورة التبصّر جيدا بما قاله الجنرال لأن الحلّ يكمن بين طياته، ولعل «الفكرة» التي وعد بها السيد سوف تخرج من«رحم» ما طرحه الجنرال الواثق من قوة تمثيله المسيحي- الذي لولاه ما كان طرح خيار الإستفتاء أو خيار الإنتخاب على مرحلتين أولى مسيحية وثانية وطنية، أو حتى كلامه عن إجراء إنتخابات نيابية مبكرة قبل الإنتخابات الرئاسية وكلها حلول وإن بدت صعبة التحقيق على أرض الواقع الا أنها تدلل على ثقة الجنرال بنفسه وعلى ثقة حليفه حزب الله به .

في المحصلة تقول مصادر متابعة لخطوات عون أن ما يسوّق له حاليا هو مجموعة من خيارات نادى بها سابقا عند مواجهة لبنان أزمة ما ..ولكن لا حياة لمن تنادي إلا أن التفاهم والإنسجام بين الحزب والتيار يكمن في ضرورة الحفاظ على «العقيدة» العسكرية للجيش التي يمثلها «قائد الجيش » ومن هنا يكون تمسك الطرفين بمرشح يطابق هذه المواصفات ولا يحمل «حلم» رئاسة الجمهورية التي تجّبرعلى التعامل «بقفازات» هو الخيار المشترك لهما والموعد يبدأ مع مطلع حزيران موعد تسريح اللواء بصبوص مدير عام قوى الأمن الداخلي- وهو تاريخ بدء الأزمة الا إذا تناسبت فكرة «السيد مع مبادرة» الجنرال «وممانعة 14 آذار».

تتابع المصادر أن الخيارات التي طرحها الجنرال وعون كان يدرك جيدا أنها غير قابلة للتحقيق على الأقل معظمها الا انها تشير الى ثقة الجنرال بتمثيله المسيحي القوي والذي حاول الكثيرون التشكيك مؤخرا وهو بذلك يقبل الرهان ويدعو الآخرين إلى المنازلة في ساحته وهو جاهز لتقبل النتائج مهما كانت وهو ما إعتبرته مصادر متابعة وصول الجنرال إلى قناعة بأن موعده مع الرئاسة أصبح بعيداولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله لذا يحاول أن يثبت للداخل والخارج أو للتاريخ قوة وحضور شعبيته وهو الشعار الذي طرحه عن صحة التمثيل المسيحي وعن الرئيس المسيحي القوي، وتضيف هذه المصادر إلى أن الجنرال قد يأس من جملة إنتخاب الرئيس شأن مسيحي وما يتفق عليه المسيحيون سوف يسير فيه الآخرون، فأراد بذلك أن ينزع الحجة ويثبت أنه لايزال في مقدمة المرشحين المسيحين لا بل أكثرهم تمثيلا .

أما عن الوفود التي سيرسلها هذا الأسبوع للكتل السياسية فهي كما تصفها المصادر المتابعة أنها بديل عن الحوارات التي أجراها التيار مع القوات والمستقبل والتي لم تفض إلى شيء جوهري لغاية الان ولم تحصد سوى خيبة الأمل وعليه لن يكون بعد اليوم غرف مغلقة أو كلام ليل يمحوه النهار بل ستكون كل المواقف واضحة ومعلنة وغير قابلة للتأويل على غرار ما حصل مع سعد الحريري وعما قيل من وعود أعطيت للجنرال بخصوص تعيين قائد جديد للجيش تمّ النكث به أو بالأحرى تسويفه ..

المعلومات المتداولة في أوساط 8 آذار تشير إلى أن الجنرال كان قد وضع السيد نصرالله في جو الخطوات التصاعدية التي ينوي إتخاذها وبطريقة هادئة خالفت كل التوقعات بإمكانية قلب الطاولة في هذه المرحلة وقد أخذ الجنرال بنصيحة السيد مقابل وعد منه بأن يجد مخرجا وسطا يكفل الحد الأدنى من مطالب الجنرال وبنفس الوقت يضمن إستمرارية الحكومة في عملها وهو أمر جوهري يحتاجه كل الفرقاء وهو ما سيحاول التيار إستخدامه كورقة ضغط على الخصوم والحلفاء أيضا .