IMLebanon

الجنرال سليماني: أميركا أخفقت في شطب «حزب الله»

أسعد حيدر

تمدّد «الفصام» من الخطاب الخامنئي إلى خطاب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق «القدس»، رغم كل مظاهر القوّة في الخطابَين، فإنّ فكفكتهما تؤكد ارتفاع منسوب القلق والخوف من التحوّلات التي تحدث في عمق المجتمع الإيراني حاضراً ومستقبلاً. خطاب المرشد آية الله علي خامنئي أمام الجمعية العامة الـ 21 لقادة ومسؤولي «الحرس»، تضمّن بعد وصفه للحرس بأنّه «النعمة الإلهية الكبرى والحارس الواعي والفطن للثورة»، التحذير من محاولة «أعداء إيران التغلغل في مراكز صنع القرار وإذا لم يستطيعوا التغلغل في مراكز اتخاذ القرار». وكأنّ المرشد يحرّض الحرس أو يكلّفه حتى بمنع حصول أي تحوّل عميق سياسياً كان أو اقتصادياً، وذلك «لأنّ الثورة حقيقة خالدة«. أمّا كيف يكون هذا المنع فإنّ «الحرس النعمة الإلهية الكبرى يكون هو الحارس الواعي والفطن للثورة ويعمل المرشد على تحديد مهمّات الحرس من خلال التركيز على الانتباه من أنّ تغلغل الأعداء في الجانبَين السياسي والثقافي أخطر بكثير من تغلغله الاقتصادي والأمني». ولعلها المرّة الأولى التي يشير المرشد فيها إلى غيابه عندما يوصي الحرس «بمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم عندما لن أكون موجوداً هنا بعد عشر سنوات». الطريف في هذا التحذير أنّه يؤشّر إلى أنّ مجلس الخبراء القادم لن ينتخب المرشد الجديد حتى ولو فاز المعتدلون بقيادة هاشمي رفسنجاني، لأنّ فترة المجلس هي ثماني سنوات.

أمّا قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني الذي يقود الجبهات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فإنّ «الفصام» في خطابه يصل إلى القمّة. فهو ينقل عن الأميركيين أنّهم «يعتقدون (لا يحدّد متى قال الأميركيون ذلك ولمَن) بأنّ ظهور الثورة الإسلامية أدّى إلى انهيار اقتدار أميركا كقوّة كبرى». وما هذا التحوّل برأي الجنرال إلاّ «لأنّ الثورة الإسلامية في إيران قد أوجدت شرخاً جدّياً في عناصر القوّة لدى أميركا».

المثال الكبير لهذا الشرخ يتجسّد برأي سليماني في «حزب الله»، إذ يقول: «إنّ أميركا بتحالفاتها التي أوجدتها سعت لشطب حزب الله من الساحة اللبنانية، إلاّ أنّها لا تمتلك القدرة على احتواء الحزب، لا بل أنّ الحزب قد أصبح أكثر قوّة»، ولذلك فإن أميركا تستخدم أدوات مختلفة وأساليب حديثة وجديدة، وأنّ مفتاح استعادتها قوّتها يتم من نقطة الانهيار وهي منطقة الشرق الأوسط التي هي نقطة نفوذ وتوسّع وتأثير الثورة الإسلامية».

أمّا أعمق مظاهر «الفصام»، التي منها تصوير أميركا وكأنّها هُزِمَت وتستجدي إيران، فهو الذهاب إلى «انّ محاولة أميركا لاستعادة قوّتها هي الإصرار على الاتفاق مع إيران». هذا مع أنّ الإيرانيين قبل العالم يعرفون حجم معاناة بلادهم للتوصّل إلى اتفاق مع واشنطن الى حد تخليهم عن «سيادتهم النووية» وجزء من سيادتهم الوطنية المتبلورة في الزيارة التفتيشية لموقع «بارشين» رغم كل التصريحات الإيرانية، خصوصاً من «الحرس» بمنع مثل عمليات التفتيش هذه.

أمّا الرئيس حسن روحاني، فإنّه أمام الجمعية العامة الـ21 العامّة لقادة الحرس، أعطى للحرس حقّه وللقوى الشريكة الاخرى التي لم يلتفت المرشد وجعفري وسليماني إليها حقها خصوصاً الجيش، فنزع بذلك احتكار الدفاع عن الثورة من جانب الحرس الثوري وهو ما لم يسمعه قادته من قبل إذ قال: «صحيح أنّ الحرس الثوري هو المدافع عن الثورة ومكاسبها ومعطياتها، ولكن هذه المهمة تقع أيضاً على عاتق البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي والجيش الإيراني والمؤسسات».

أمّا ختام كلام روحاني الجديد فشكّل «صفعة» قاسية، إذ قال: «إنّ الثورية لا تعني أن نتحدّث بثورية، ولكن أن نستطيع الدفاع جيداً عن مصالح الشعب».