حرب الجنرال وقت مستمرة على جبهة الرئاسة من دون تأثر بما تغيّر الى حدّ انقلاب المواقف من الترشيحات. فالموعد السادس والثلاثون المحدد في ٢ آذار هو على مسافة أسابيع قليلة من مرور عامين على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس في ٢٥ آذار ٢٠١٤ من دون انتخاب. ولا شيء يوحي ان المشهد في المجلس النيابي سيكون مختلفاً عن المشاهد التي سبقته في سيناريو التعطيل على امتداد ٣٥ جلسة. ولا عاقل يستطيع أن يجزم، وسط القول يومياً ان الظروف لم تنضج بعد لانتخاب رئيس، بأن ما يتصوره هو الصورة الواقعية التي يقودنا اليها الرهان على الجنرال وقت.
ذلك ان كل شيء يقال بدم بارد على مسرح لبناني غارق في الثرثرة ومن حوله منطقة غارقة في أنهار الدم الحار. بدم بارد ومن دون شعور بالمسؤولية يقول البعض ان الشغور الرئاسي مستمر الى ما بعد تبلور الصورة النهائية في حرب سوريا، وما يقود اليه الصراع الاقليمي وخصوصاً بين ايران والسعودية، وما ينتظر العلاقات الأميركية – الايرانية بعد الاتفاق النووي وبداية الانفتاح الاقتصادي والحوار السياسي في انتظار نتائج الانتخابات النيابية الايرانية في شباط والرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، وبدم بارد ومن دون ممارسة المسؤولية يقول البعض الآخر ان القرار داخلي، لا خارجي، أو ان ملء الشغور الرئاسي متروك هذه المرة للبنانيين لأن الكبار في المنطقة والعالم مشغولون بأمور أهم.
ولا شيء يشبه الحديث عن لبننة الاستحقاق الرئاسي أكثر من الحديث عن سورنة الحل السياسي في سوريا. فالقاسم المشترك بين المواقف المعلنة في الأمم المتحدة والعواصم الاقليمية والدولية هو القول ان انتخاب الرئيس شأن داخلي لبناني ودعوة اللبنانيين الى استعجال الانتخاب. والقاسم المشترك بين مواقف القوى الاقليمية والدولية المنخرطة مباشرة أو بالواسطة في حرب سوريا كما في بيانات جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن هو الحديث عن حوار سوري – سوري بقيادة سورية للتوصل الى تسوية سياسية. وفي الحالين نكتة سوداء وخداع مكشوف.
والسؤال هو عن وظيفة الرهان على الجنرال وقت. هل هي لإنضاج ظروف الانتخاب على نار هادئة أم للذهاب الى النهاية في لعبة الشغور الرئاسي وتعطيل مجلسي النواب والوزراء والهرب من اجراء انتخابات وتراكم الدين العام والبقاء في موازنة لأكثر من عقد وسط أزمة مالية واقتصادية واجتماعية، من أجل تغيير أكبر في البلد ضمن المتغيرات الراديكالية في النظام الاقليمي؟
العارف يتلاعب بالجواب، والجاهل يدعي أنه يعرف الجواب.