هناك شعور شبه عام بأنّ الجلسة الرئاسية المقررة في 23 آذار الجاري ستكون مختلفة عن سابقاتها. وربما أدى التصريح، الذي ادلى به الرئيس نبيه بري من بلجيكا قبل نحو أسبوع، الى مثل هذا الإنطباع، إذ تحدّث وكأن الإستحقاق الرئاسي بات قريباً.
يتوافق هذا الشعور مع معلومات أكيدة عن إتجاه في الرابية الى موقف أقل ما يُقال فيه إنه »استثنائي« سيلجأ إليه العماد ميشال عون في المرحلة الممتدة ما بين 14 و 23 آذار من هذا الشهر. لماذا 14 آذار؟ لأن الجنرال يعتبر أنه معني به مرتين: مرّة أولى في 14 آذار 1989 يوم أعلن »حرب التحرير« ضد الجيش السوري في لبنان. ومرّة ثانية يوم شارك العونيون بكثافة غير مسبوقة في 14 آذار 2005 في الإنتفاضة الكبرى ضد الوصاية بعد شهر على إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ماذا سيكون موقف عون الموصوف سلفاً بأنه »استثنائي«؟ من المعروف هذه الأيام أنّ الرابية خلية نحل، بعيدة عن الأضواء، يشارك فيها (الى قياديين وكوادر من التيار الوطني الحر) قانونيون وسياسيون وأكاديميون (…).
وفي المعلومات الأكيدة أنّ موقفاً منتظراً من الجنرال سيكون له ما بعده من تداعيات تتوالى الترجيحات في شأنها إلى أبعد الحدود. ويذهب بعض التقديرات الى حدّ القرارات الميثاقية. ويختصر بعض من يزعم أنه يعرف بالقرار سلفاً أنه »سيقلب الطاولة«.
كيف يكون ذلك؟
هل بـ»فك التحالف« مع حزب الله؟ العارفون لا يكتفون باستبعاد هذا الإحتمال، بل يقولون إن المنتظر هو تعزيز التحالف.
هل بالإستقالة من الحكومة؟ لوزيري التيار (وبعض الحلفاء؟)
هل باستقالة إجماعية من مجلس النواب؟ لنواب التيار؟
هل بتدابير ذات طابع »مناطقي« تعني، بشكل أو بآخر، إنسحابا من هذه الدولة كما أضحت في المرحلة الحالية شبه دولة لم يبق شيء من مقوماتها؟ كما يقول آخرون؟
هل بالتظاهرات والإعتصامات؟
هل بـ»العصيان المدني«: التمنع عن تسديد الضرائب والرسوم وفتح »شبه ادارة ذاتية«؟!
وماذا سيكون مردود ذلك كله على الصعيد العملي؟
واستطراداً ماذا سيكون موقف حزب اللّه الحليف على قاعدة »ورقة التفاهم« بين الجانبين؟ وهل هو مطلع على ما يدور في الرابية من نشاط؟
وأيضاً: ماذا سيكون موقف الحليف المستجد، القوات اللبنانية. وهل أن الدكتور سمير جعجع في الأجواء التي يجري في ظلها هذا النشاط (غير المعلن) في الرابية؟
أو… هل يرد عون الرجل (بالمفهوم الإيجابي) للدكتور جعجع فيرشحه الى الرئاسة في موقف يضع كثيرين أمام القرار الصعب، كما وضع دعم جعجع ترشيح عون الكثيرين أمام القرار الصعب؟!.
وإذا لم يكن القرار المنتظر إعلانه من الجنرال ميشال عون أياً مما ذكر أعلاه، فماذا سيكون؟
وهل يكشف عنه، كله، في 14 آذار، أو يتركه الى ما بعد 23 آذار إنطلاقاً مما ستؤول إليه نتائج الجلسة الإنتخابية، وفي ضوء ذلك يكون القرار؟!.
باختصار: هناك حقيقة ثابتة: الجنرال ميشال عون قرّر أن يتخذ موقفاً إستثنائياً. والباقي يعلن في حينه.