إذا كان “حزب الله” ينتظر نتائج المحادثات حول الملف النووي الايراني وما يجري في المنطقة كي يتخذ موقفاً من الانتخابات الرئاسية، فهل ينتظر العماد ميشال عون ذلك ايضاً، أم أنه ينتظر من يقول له “نعم” ليكون رئيساً للجمهورية؟
لقد انتظر العماد عون زهاء سنة نتائج حواره مع “تيار المستقبل” علّه يحصل على تأييد ترشيحه للرئاسة الاولى، فكان الجواب سلبياً ودعوته الى اتفاق على انتخاب رئيس توافقي لأن دقة المرحلة وخطورتها لا تتحمل انتخاب رئيس فريق ضد فريق آخر. وها ان العماد عون ينتظر حالياً موقف الدكتور سمير جعجع من ترشحه للرئاسة الاولى وهو موقف قد لا يطول انتظاره أكثر من نهاية آذار الجاري أو منتصف نيسان المقبل لأن نتائج المحادثات حول الملف النووي الايراني تكون قد ظهرت ملامحها وصار في الامكان أن يبنى على الشيء مقتضاه.
لذلك فإن الحوارات الجارية هنا وهناك تنتظر شهر آذار أو نيسان بحيث تكون صورة الوضع في المنطقة قد تبلورت ولاسيما نتائج المحادثات حول الملف النووي، وكذلك نتائج الانتخابات الاسرائيلية وقيام حكومة جديدة في اسرائيل تسير بالمنطقة إما في اتجاه السلام الدائم والثابت، وإما في اتجاه مزيد من التأزم. وهذا معناه ان لا موقف لـ”حزب الله” ولا للعماد عون من الانتخابات الرئاسية إلا بعد أن تظهر صورة الوضع في المنطقة، ولا شيء يظهر هذه الصورة سوى انتظار نتائج الملف النووي الايراني ومعرفة شكل الحكومة التي ستتألف في اسرائيل نتيجة الانتخابات، خصوصاً ان لاسرائيل موقفاً من النتائج التي تتوصل اليها المحادثات حول الملف النووي، فهل تكون مقبولة منها أو انها قد تحرك جبهة الجولان ومعها تتحرك جبهة الجنوب اللبناني كبديل من الدخول في مغامرة حرب مع ايران تحتاج الى ضوء أخضر اميركي، وعندها تكون النار السورية قد دخلت لبنان من ابواب الفراغ الذي يصبح هو الحاكم…
وينتظر العماد عون من جهته تطورات الوضع في المنطقة ايضاً وانعكاساتها على الداخل اللبناني ليتخذ قراره، ذلك ان حظوظه بالفوز برئاسة الجمهورية ترتفع في نظره إذا تحقق التفاهم الاميركي – الايراني وأدى الى تحقيق تفاهم سعودي – ايراني. أما إذا لم يتحقق ذلك فإن مفتاح تأمين النصاب لجلسات الانتخابات الرئاسية يبقى في يده ويجعله في موقع القادر على تسمية من يريد مرشحاً للرئاسة بعد أن يقطع الأمل من امكان وصوله الى قصر بعبدا.
وفي المعلومات ان العماد عون الذي انتظر موقف الرئيس سعد الحريري من ترشحه للرئاسة فأتى سلبياً بعد حوار سنة، ينتظر جواب الدكتور جعجع قبل حلول عيد الفصح لانه من الآن حتى هذا التاريخ تكون صورة الوضع في المنطقة قد بانت ملامحها وبات في الامكان اتخاذ موقف.
وترى مصادر ديبلوماسية عربية ودولية انه اياً تكن نتائج المحادثات حول الملف النووي الايراني، وحول التطورات في المنطقة، فإن الرئيس الذي يمكن التوصل الى اتفاق عليه هو الرئيس الذي لا ينتمي لا الى 8 آذار ولا الى 14 آذار كي يكون في استطاعته ترسيخ الوحدة الوطنية وتحصينها لجعل لبنان قادراً على التصدي لتنظيم “داعش” والحفاظ على الامن والاستقرار اللذين من دونهما قد لا يبقى الوضع الاقتصادي والمالي فيه صامداً، ولأن اللبنانيين سيظلون منغمسين بين المحاور المتصارعة، فإن الشخص الحيادي الذي ينتخب رئيساً للجمهورية هو المؤهل لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية شاملة واصدار عفو عام عن كل الجرائم التي ارتكبت بما فيها جرائم الاغتيال وفي رأسها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه بعد صدور حكم المحكمة الدولية، على ان يقابل ذلك قيام الدولة القوية التي لا دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها، والتي تقرر بالاتفاق بين كل القوى السياسية الاساسية في البلاد سياسة لبنان حيال ما يجري حوله، ولن تكون سوى سياسة النأي بالنفس تطبيقاً لـ”اعلان بعبدا”، على ان لا تطبق حيال اسرائيل وحيال القضية الفلسطينية.
فهل تكون نهاية الصوم عند المسيحيين بداية الفرج للبنانيين؟