الجنرال عون يخشى من الجنرال زمن لا من الجنرال قهوجي.
حين تهب الرياح الساخنة تقول «لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور». اذاً، اين هو الخطر في التمديد لقائد الجيش عاماً آخر واخير؟
ربما لا احد من مستشاري العماد ميشال عون يتجرأ على القول له ان لبنان في وضع حساس للغاية، وانه بالرغم من كل التطمينات، ليس بعيدا عن التداعيات الكارثية للتقاطع بين لعبة الامم ولعبة القبائل في المنطقة..
لبنان على حافة الانفجار. لا يمكن له ان يتحمل اي تسخين على الارض، سواء كان ذلك في الشارع ام في باحة القصر. لمصلحة من الصدام مع الحرس الجمهوري او انسحابه من المكان الذي في عهدته تفاديا لاي لحظة دموية قد تنتقل الى كل لبنان؟
رئيس تكتل التغيير و الاصلاح بات يدرك شيئا فشيئا ان المملكة العربية السعودية لم تعد معنية بعودة الرئيس سعد الحريري الى السرايا. عودته لا تغيّر في الامر شيئا. هل يستطيع ان يرغم «حزب الله» على العودة من سوريا؟ وهل يستطيع ان يشكل حكومة يكون فيها الآمر الناهي؟
هذا رأي شخصية سعودية كبيرة ترفض معادلة عون في القصر والحريري في السرايا. معادلة غير متوازنة وتنقل السلطة التنفيذية من الداون تاون الى بعبدا التي كانت ذات يوم عاصمة المتصرفية…
كثيرون حتى من داخل المكتب السياسي لتيار المستقبل، ويشيعون بأن الشيخ سعد استهلك سعودياً ولبنانياً وحتى دولياً. ما هي المعجزة التي يمكن ان يأتي بها المؤتمر العام للتيار في تشرين الاول المقبل؟
الكلام عن محاولة اقناع بهاء الحريري، بالصعود الى الضوء، ومن قبل شخصيات حريرية، لم يعد يتردد في الاروقة الخلفية فقط. كلام في كل مكان، وعلى اساس ان التيار الحريري بحاجة الى صقر يقوده، الصقر المليء (او الممتلىء) مالياً، والذي لا يؤمن بمنطق المساومة…
المعلومات عن شخصية الابن البكر للرئيس رفيق الحريري محدودة. الثابت انه مختلف في الكثير من الطباع، والامزجة، وحتى الرؤية، عن شقيقه سعد. مقربون من «الشيخ بهاء» الذي كان يفترض ان توضع على كتفيه عباءة الاب يقولون انه يردد، في الآونة الاخيرة، كلاما حول فشل سعد في ادارة تركة والده السياسية والمالية. في هذه الحال، يفترض ان يخلي المكان لشخص آخر…
لا بل ان ثمة من يرى ان سعد الحريري كان خيار (واختيار) الملك عبدالله بن عبد العزيز، ونجله الامير عبد العزيز. وما دام كل شيء يتغير الآن، لا بد من تغيير الوكيل السعودي المعتمد في لبنان. الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله الامير محمد (فضلا عن الامير محمد بن نايف) يفضلون بهاء…
سواء كان الكلام دقيقا ام لا، فالذي لا يرقى اليه الشك ان نظرة الرياض الى الرئيس سعد الحريري تغيرت كثيرا، وهي ترى ان المشهد اللبناني بات يرتبط كليا بالمشهد السوري. اقصى ما يمكن فعله الان بقاء الوضع على ما هو عليه الى ان ينجلي الغبار في سوريا…
الانتظار. السفير البريطاني في بيروت هيوغو شورتر تحدث لدى اكثر من مرجع عن الانتظار كعامل تراجيدي بالنسبة الى لبنان. والمعلومات تقول ان لندن وباريس (وصولا الى الفاتيكان) لا تجد اي مبرر لبقاء الفيتو على العماد عون، حتى وان كانت هناك جهة محددة تشرف الان على اعداد كتيّب لتوزيعه على السنّة في لبنان ويتضمن حملات الجنرال عليهم، فيما الثابت ان هذه الحملات كانت على بعض الساسة السنّة وليس على السنّة كطائفة…
وهل باستطاعة احد ان يهاجم طائفة بعينها في لبنان الا اذا كان الصعود الى الهاوية لا الى القصر؟
مبدئيا، معادلة الجنرال في القصر والشيخ في السرايا لم تعد بالديناميكية السابقة، وان رأى الرئيس نبيه بري ان الازمة متعددة الابعاد وان انتخاب الرئيس لا يفضي الى اقفال الازمات الاخرى التي يعني بقاؤها حصول فراغ من نوع آخر في القصر الجمهوري…
اهمية الحريري انه الاقوى داخل تيار المستقبل. ماذا لو اصبح الاضعف؟ وكيف يصدق الناس ان الشيخ سعد لا يستطيع ان يأمر بانتخاب العماد عون فيطاع؟ اذا كان لا يستطيع فالافضل ان يقف امام المؤتمر العام ويقول للمؤتمرين: هذه استقالتي…
الان، محاولة اخيرة وراء الضوء. ان اثمرت كان الرئيس وان تعثرت فالازمة المفتوحة، والجنرال زمن هو من يخيف الجنرال عون…
هل يغيّر شيئا احتلال قصر بعبدا؟ الازمة تغدو… اشد هولا!!