Site icon IMLebanon

الجنرال عون و«حماية» المسيحيين!  

يوم انتقد الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان حليفه مرشح حزب التجمع من أجل الجمهورية (RPR) جاك شيراك في حمأة معركة الانتخابات الرئاسية في فرنسا. علّق الرئيس فرنسوا ميتران وهو «مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي (PS) مستهدفاً المرشح جاك شيراك في تعليقه « من كان له مثل هذا الصديق ليس بحاجة لأعداء». 

لقد دأب الجنرال ميشال عون على أخذ المسيحيين، وبالتالي لبنان إلى المواجهات غير المحسوبة. فمن حرب التحرير إلى حرب الإلغاء. ومن قانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي إلى التواطؤ مع سوريا عندما صرّح في خريف عام 2004 «إنني عائد الى لبنان في أيار عام 2005». وكان لبنان لا يزال بعد تحت الوصاية السورية. 

أما على الصعيد الداخلي فبعد أن كان رجل السيادة الأول، أصبح مشرّعا لوجود سلاح حزب الله خارج إطار الجيش اللبناني.

وخلال كل هذه المحطات السياسية /العسكرية، غير المحسوبة بل والمغامرة، يضع العماد ميشال عون مسيحيي لبنان أمام خيار المواجهة المستمرة السياسية أو العسكرية مع هذا الطرف أو ذاك بحجة الدفاع عن مصالحهم.

وأخيراً وليس آخراً، خاض مواجهة سياسية مع الطائفة السنية الكريمة في لبنان. فمنذ عودته من منفاه الباريسي عام 2005 وهو يخوض معركة مواجهة سياسية مع هذه الطائفة ورموزها.

فيوماً يقرر اقتلاع ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ساحة الشهداء. ويرفض أن يضع إكليل ورد على ضريحه. ويوماً أخر يقرر بأن دولة الرئيس سعد الحريري قد ذهب من لبنان إلى غير رجعة ONE WAY TICKET على أثر إسقاط حكومة الوحدة الوطنية عام 2011. ليعود ويطلب أن يلتقيه في روما ويتحدث عنه كأحد أكبر زعماء لبنان ويسميه الشيخ سعد بدلا من سعدالدين الحريري. وأعلن في حينه أن رئيس الحكومة يسمى من الرابية بعد أن زاره الرئيس نجيب ميقاتي.

يوقع اتفاق تفاهم مع حزب الله، ويشرع من خلاله استمرار سلاح «حزب الله« خارج أمرة الجيش اللبناني. ويبرّر لـ«حزب الله» غزوة بيروت في 7 أيار عام 2008 بحجة الدفاع عن النفس في مواجهة قرار اتخذ في إطار الحكومة اللبنانية مما يضع شرعية سلاح «حزب الله» أولوية على شرعية قرار الحكومة اللبنانية!!

أما النموذج الأبرز لمنطق التطرف في السياسة التي يعتمدها العماد ميشال عون فهي الغارة التي قام بها جمهوره على بكركي والتي حملت غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير إلى مغادرة بكركي تجنباً للإساءة الشخصية.

وسياسة التطرف هذه التي يعتمدها العماد ميشال عون، نقيض منطق التسوية التي يقوم عليها لبنان أصلاً. 

أما آخر ما يطلبه من مسيحيي لبنان فهو أن يقفوا معه في معركة سياسية ودستورية جديدة في هذه اللحظة الملتهبة من تاريخ المشرق العربي، ألا وهي تغيير النظام السياسي اللبناني من نظام برلماني ديمقراطي إلى نظام رئاسي.

لقد قال الصحافي المعروف محمد حسنين هيكل يوما «إذا أضعف السُنّة في لبنان ضعفت الدولة، وإذا ضعفت الدولة تهجّر المسيحيون».

فإلى متى يستمر العماد ميشال عون في اعتماد منطق التطرف في السياسة اللبنانية والذي هو منطق نقيض لأصل السياسة في نظام الديمقراطية التوافقية، وإلى متى يستمر في مغامراته غير المحسوبة؟

وحده وجود دولة قوية تشكل مرجعية وحيدة لشرعية القرارات السياسة والعسكرية على الصعيد اللبناني يشكل ضمانة لحماية المسيحيين اللبنانيين أولا واللبنانيين عامة وحماية مصالحهم.

أما عدم الإستقرار السياسي والأمني المستمرين منذ عام 1969 ( اتفاق القاهرة) إلى يومنا هذا فهو ما يدفع باللبنانيين القادرين للتفكير في الهجرة إلى بلاد جديدة وقد تكون بعيدة وبخاصة المسيحيين منهم، ليس فقط هرباً بل كذلك من مغامرات العماد ميشال عون غير المحسوبة. فالجماعة التي يشكل عون قائداً لها ليست بحاجة لأعداء على ما ورد في تعليق الرئيس فرنسوا ميتران