Site icon IMLebanon

الجنرال عون» يخلف قهوجي: جنوبي في اليرزة

الجنرال عون» يخلف قهوجي: جنوبي في اليرزة

«تهَنِّي يا أرزة لبنان بقائد جيش بلادي، مغوار وسيد الشجعان قد الحملة وزيادة، أرض جنوبي الأبية بتعرف طعم الحرية، القائد ابن العيشية بتاريخه الوطن فادي»، تصدح الموسيقى من مسرح ميشال إلفترياديس في وسط بيروت، تحضيراً للاحتفال بتولّي قائد اللواء التاسع العميد جوزف عون قيادة الجيش اللبناني غداً. قبل يومٍ واحد من التعيين المفترض في مجلس الوزراء، ينهمك الجميع هنا في اختيار صور القائد الجديد من بين عشرات، منذ كان عون ملازماً مغواراً يهبط على الحبال ويزحف في معسكرات التدريب.

هو جوزف خليل عون، مواليد 10 كانون الثاني 1964. ورث عن والده التعلّق بالسلك العسكري، ولم يضيّع الوقت بعد تخرّجه من مدرسة «الفرير» للالتحاق بالمدرسة الحربية، فتخرج ضابطاً برتبة ملازم في أيار عام 1985. تدرّج الملازم بتراتبية المؤسسة العسكرية، من آمر سريّة إلى قائد كتيبة ثم رئيس أركان لواء، إلى قائد للواء، ورقّي إلى رتبة عميد في 1 تمّوز 2013.

في سجلّه العديد من الدورات في الداخل والخارج، إلّا أن دوراته الخارجية تنحصر بين سوريا والولايات المتحدة، ومن بينها دورتا مشاة في 1988 و1995 ودورة «برنامج مكافحة الارهاب» 2008 ـــ 2009 في أميركا، ودورتا «صاعقة» في 1996 وقائد كتيبة في 2002 ــ 2003 في سوريا. وأثناء خدمته الطويلة، لجأ عون إلى دراسة اللغات، فاكتسب الفرنسية والانكليزية والاسبانية.

عون ليس من صنف الضباط الذين يثيرون الصخب والضوضاء. قبل نحو عامين، اجتمع على مائدة عشاء مع مجموعة من الأصدقاء، مدنيين وعسكريين. انغمس غالبية المدعوّين بالأحاديث العامّة والجانبية، إلّا واحداً. بهامة عالية وكتفين ضخمين، اكتفى قائد اللواء التاسع بتوزيع نظراته على الحاضرين، من دون أن ينخرط في أي من النقاشات الدائرة. من هو هذا الرجل؟ «الجنرال عون»! بدا اللقب والاسم استعارة من رئيس التيار الوطني الحرّ وقتذاك الجنرال ميشال عون. هل هو قريب الجنرال عون «الأصلي»؟ «لا، الأخير من حارة حريك والعميد من العيشية في الجنوب، لكنّه من الضّباط المقرّبين إلى قلبه». هكذا، بهدوئه المعتاد، التزم عون الصمت طوال المرحلة الماضية، فلم يسوّق لنفسه، ولم يطرق أبواب السياسيين، مكتفياً بسيرته العسكرية، والاحترام والمحبة اللذين يكنّهما له رئيس الجمهورية. بعد أخذٍ وردٍّ وجوجلة للأسماء منذ انتخاب عون رئيساً، وقع الاختيار على أكثر الضباط ابتعاداً عن الأضواء. ومع أن القرار الأوّل والأخير في تعيين قائدٍ جديدٍ للجيش يعود لرئيس الجمهورية، إلّا أن الواقعية تقتضي أن لا ترفع الأطراف المؤثّرة في الداخل اللبناني، وتحديداً حزب الله والولايات المتّحدة، ورقة «فيتو» في وجه القائد المفترض، وهو ما لم يحصل. والجديد، هو ترحيب روسيا، عبر قنوات محدّدة، باختيار عون لأنه «ضابط مهني». سؤال زملائه عنه، يعني سماع الكثير من عبارات الإطراء والإعجاب: مهني، شجاع، «لا يتشاوف»، والأهم، أن جنوده يحبّونه إلى جانب مهابته. في المرحلة الأخيرة، ساهم تولّي عون قيادة اللواء التاسع، الذي اضطلع بمهمات في جرود عرسال ضد الجماعات الإرهابية المسلّحة، في تحقيق إنجازات عديدة مع مديرية المخابرات، بضرب الإرهابيين في أكثر من نقطة موجعة لهم.

قرار تعيين عون قائداً جديداً للجيش انعكس ارتياحاً في الأيام الماضية بين ضبّاط القيادة وفي الوحدات العسكرية، بعد إرباك ساد في الآونة الأخيرة، على خلفية مرحلة «الانتظار»، ما بعد الانتخابات الرئاسية.

في المقابل، أثار اختيار عون، وهو من دورة 1985، استياء مجموعة أخرى من الضباط من دورات 1980 و1982 و1983، إذ إن ما بين 70 و80 ضابطاً سيجدون أنفسهم مضطرين إلى أداء التحيّة لضابطٍ يصغرهم سنّاً ويقل عنهم سنين خدمة، إذا بقوا في المؤسسة العسكرية، ويردّد كثيرون منهم أن خيارهم التالي سيكون الاستقالة.