Site icon IMLebanon

العماد عون : لا خيار أمامنا إلاّ الدفاع عن لبنان

 

«الامر لي» ،قالها قادة الجيش جميعا مع تسلهم راية القيادة مرفقة برؤية لكل واحد منهم ،رغم ان الظروف حكمت وتحكمت بما بعد ذلك، فنهم من نجح ومنهم من اخفق ،منهم من ظلم ومنهم من وصل الى قصر بعبدا ليغير مجرى التاريخ ، مشتركهم الوحيد مؤسسة بقيت وصمدت التزمت الصمت يوم وجب ذلك وتكلمت فكان صوتها مدويا يوم اقدمت.

كل شيء استثنائي يضاهي استثنائية القائد وفريق عمله، فالمناسبة يجب ان تصب في خدمة المشروع الكبير،فكان كلامه عن المواقف والرؤية للمؤسسة ومهامها للسنوات الخمس القادمة.مواقف وان دلت على شيء فعلى شخصية ابن الارض القيادية ،المتمرس من الحدود الجنوبية في مواجهة العدوّ الاسرائيلي، إلى أعالي جرود السلسلة الشرقية في مواجهة شرور الإرهابيين ومخططاتهم، متقدما رجاله لتحقيق نصر تلو النصر.

ففي اطلالة ارادها غير تقليدية شكلا، عبر تخصيصه مجلة الجيش ، ومضمونا عبر اظهاره المؤسسة واهميتها بدل التركيز على شخصه، اما اخراجا فصورة غلاف جامعة تختزل الوطن «بالمرقط» الجديد مع ولادة فجر جديد لاح من خلف انتصار جرود السلسة الشرقية ليضيء درب الاصلاح والتغيير في طريق بناء جيش حديث ومتطور يليق بتضحيات ابنائه كما بطموح اللبنانيين ، مهما غلت التضحيات وقست الظروف،تحدث القائد ليبوح بالقليل من كثير.

فرحلة السنة التي قد يظن الكثيرون ان طريقها كانت مفروشة بالورود، خدشها شوك التشكيك والتسييس من كل حدب وصوب، لتزهر انجازات حققت نقلات نوعية في مجالات عديدة ، على رغم الاوليات الكثيرة ،التي سرعان ما وجدت ترتيبها وفقا لمتطلبات المحطات الكثيرة الامنية والعسكرية.

كان الهم الاول والاساسي لدى القيادة الجديدة ،تحرير الجرود الشرقية من الإرهابيين، وكشف مصير العسكريين المختطفين لدى تنظيم الدولة الاسلامية منذ آب ال 2014، تزامنا مع ورشة النهوض الداخلية وفي مقدمتها :اعادة النظر بهيكلية المؤسسة العسكرية ووحداتها وفي هرميتها القيادية بما يتلاءم ومهامها المستقبلية وفقا للرؤية الموضوعة، وتفعيل دور الكليات والمعاهد العسكرية لرفع الكفاءة العلمية والاكاديمية،وتعزيز المنشآت التدريبية والتعاون من الدول الصديقة عبر برامج التدريب المشتركة، ليصح بذلك اعتماد مبدأ الكفاءة في التعيين والتشكيل.

من هنا كان القرار الحازم بابعاد السياسة وتجاذباتها عن الجيش ،دورة رتباء ،تلتها دورة حربية يشهد الجميع على انجازهما وفق معايير الكفاءة والجدارة ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب ، حيث المرأة الى جانب الرجل تكامل في الدور والاداء، لبناء مجتمع افضل بعيدا عن التخلف والجهل ، نظيف من الآفات في مقدمتها المخدرات التي توازي خطر الارهاب.

واذا كانت الانجازات العسكرية المحققة في وقت قياسي ،قد تصدرت الواجهة مع توافر شروط النجاح مدعومة بثقة شعبية ورعاية سياسية، بقيت التحديات الامنية الشغل الشاغل حيث هناك الكثير لعمله، في اطار سياسة الامن الوقائي التي ترعاها مديرية المخابرات من خلال عملها الدؤوب  في ملاحقة الخلايا الارهابية والعناصر المشبوهة .اما جنوبا ، فالموقف ثابت، «أحقية لبنان في الدفاع عن أرضه وحدوده البرية والبحرية، وجهوزية الجيش لتولي هذه المهمّة ميدانيًا. نحن جاهزون لردع أي اعتداء إسرائيلي والدفاع عن سيادة الوطن»،

ولتكتمل الصورة فإن خطة تسليح الجيش تسير بشكل مدروس، والعمل مستمر لرفع مستوى المهارة والاحتراف من خلال التدريب النوعي، واستثمار العتاد والسلاح إلى الحد الأقصى، بما يكفل تأمين المستلزمات الأساسية للقيام بالمهمات الموكلة…. مع ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ومراعاة حقوق الإنسان إلى أبعد حد ممكن».

واذا كان «قدر كل عسكري أن يكون مشروع شهيد في سبيل الوطن»،فان «وفاءنا لهم يكون في الاستمرار بحمل شعلة القضية التي استشهدوا من أجلها، وفي ملاحقة كل من اعتدى عليهم، منحنين امام تضحياتهم خجولين ازاء اي تقصير في حقوق افراد عائلاتهم»،يؤكد «القائد، الذي لم يستطع ان يوقف تسلل الدموع الى عينيه في مراسم وداع الشهداء .

ويختم العماد القائد متوجها للبنانيين : «إن هذا الجيش الذي منحتموه ثقتكم هو على قدر هذه الأمانة الغالية، ولن يبخل في توفير الأمن والطمأنينة والكرامة الوطنية كما عوّدكم دائمًا، وهو اليوم بات قويًا أكثر من أي وقت مضى»، اما للعسكريين «»قوة الجيش هي في صلابة إيمانكم بوطنكم وواجبكم وفي مهنيتكم واحترافكم، ومناقبيتكم وابتعادكم عن السياسة والطائفية، وفي الحفاظ دائمًا على شرف بزتكم العسكرية. لا خيار أمامكم إلا المؤسسة للدفاع عن لبنان».

«الإرادة والشجاعة اللتان يتمتع بهما الجندي اللبناني، وإيمانه بحقّه المقدّس في الدفاع عن لبنان في وجه الإرهاب. واستخدام القدرات المتاحة بأفضل الوسائل والطرق الممكنة وضمن خطة عسكرية محكمة، والالتفاف الشعبي العارم حول الجيش الذي حرم الإرهابيين أي بيئة حاضنة، فضلا عن الرعاية الرسمية للجيش، والدعم العسكري الذي تلقاه الجيش من الدول الصديقة»، كل ذلك دون اغفال مهمة الاعلام الذي كان له دور اساسي وجديد في معركة فجر الجرود ،من خلال ما قام به الاعلام العسكري في قيادة الجيش في تجربة كانت الاولى من نوعها، تم استخلاص الدروس  منها لتحسين الاداء مستقبلا في ظل التطور الكبير على هذا الصعيد ….هكذا انتصرنا وهكذا سننتصر….

وبعد لمن يتساءل لماذا التصويب بين الحين والآخر مباشرة او مواربة على دور المؤسسة، اليك الجواب في ما تحقق وفيما هو آت .فالمسيرة انطلقت شاء من شاء وابى من ابى والانجازات لن تتوقف امام مشكك من هنا ومستهدف من هناك…. ليكون الجيش على مستوى التضحيات والآمال للكل ومن الكل لما بعد بعد بعد بعد فجر الجرود وشجرة العديسة… فعلى قدر اهل الكرام تأتي المكارم وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم.