Site icon IMLebanon

الجنرال.. والخرطوشة الأخيرة

 

صدَّقنا… ونحن نضع على أفواهنا الكمّامات، أَنَّ رجلاً صينـيّاً أكل حيَّـةً إبتلعتْ وطواطاً، فكانت الكورونا، وكانت حيّـةُ الصين كمثل حيّـةِ الفردوس سبـبَ البلاء لأبناء حـوّاء.

 

وصدَّقنا… بكل ما نملك من بلاهةٍ، أنَّ الذين حكموا، كان كلٌّ منهم الملاك الحارس للكرسي، وأنَّ الكوارث المتلاحقة التي دمَّـرتْ لبنان كانت من صنع الوطاويط ولم تُـثبت المختبرات أنَّ للإنسان يـداً فيها.

 

وصدّقنا… أنّ لبنان التفـوُّق لا يشحـذُ فضلات التخلُّف، وأَنَّ الشعب لا يستعطي لقمة العيش بعُلَبِ الكرتون…

 

وصدَّقنا.. البيانات الحكومية والمصرفية والمشاريع الإقتصادية والمالية، وكـلَّ الألاعيب المخادعة، وذلك التدافع بالمناكب على أبواب مقبرة مجلس النواب لتقديم مشاريع القوانين واقتراحات القوانين بالنعوش المحنّطة.

 

وصدّقنا… أَنّ تشريع زراعة حشيشة الكيف كانت لتكيـيف الإقتصاد، لا لتخدير اللبنانيين حتى لا يـروا ما ارتكب حكام البلاد من فساد، وأنَّ هذه الزراعة إلى جانب المجاعة لن تخلق فرقـة من الحشّاشين كتلك التي ظهرت في القرن الحادي عشر واشتهرت بالإغتيال والقتل والتدمير..

 

وصدَّقنا أخيراً الشاعر الياس أبو شبكة أنّ الشمعة أفضل من الكهرباء لأنّ الكهرباء تخـدِّر المخيّلة وتقمـع الإلهام فكان يُطفئهُـا كلّما يكتب، وعلى نـور الشمعة يكتب.

 

صدَّقنا ذلك كلَّـه صاغرين، ولا حاجة للأقمار الإصطناعية…

 

ولكن.. بكلِّ ما نملك من تفاهة نسأل:

 

ما هو الحل.. وأيـن وكيـف وبـمن…؟

الحكومة هي الحـلّ…؟ وهل تستطيع ديوك المزارع أنْ تنتصر على ديوك المزابل …؟ والزنـدُ أوْهى من السيف المستعار…؟

 

هل الحلّ بسيف الدولة ملك الحمدانيين، أو بسيف جنرال الدولة…

وهل سبَـقَ السيفُ العـذَل…؟

 

وهل «يبقى الجيش هو الحـل»..؟ وهو عنوان الكتاب الذي أصدرهُ العميد فؤاد عـون سنة 1988، واعتبره الجنرال ميشال عـون يومذاك برنامجاً لارتقاء السلطة.

في انتظار أنْ ينكشف الحـلّ المجهول ومفتاح سـرِّهِ الغامض..

 

ولأن الشارع ملتهب والدولة أشبه بالمدافن الباردة…

ومن أجل إطالـةِ فتـرة الإحتضار، والإبقاء على قيـد الحياة…

 

ثمـة خرطوشة أخيرة في يـد الرئيس ميشال عـون في الهزيل المتبقيّ من عمر الولاية الرئاسية…

 

لـم يبـقَ إلاّ أنْ يرتدي الرئيس ميشال عـون ثـوب الجنرال، ويخوضها إلى جانب الحكومة حـرب إلغـاء ضارية على الفاسدين، وكشف أسمائهم «كلُّـن يعني كلّـن» لاستعادة المنهوب، حتى ولو كان مقاتلاً بمسدس على الطريقة الروسية.. ومهما كانت نتائج المغامرة ، فإنْ الفشل فيها انتصار.

 

يقول الرئيس رياض الصلح في بيانه الوزاري الإستقلالي: «إنني مصمّـم على تنفيذ برنامجي، وإنْ كنت قد كرَّستُ دمـي للإستقلال وأنا فتـيّ، فلن أوفّـر دمي وقد أصبحتُ كهلاً..»