IMLebanon

العميد ياسين لـ “الديار”: هوكستين طرح إطاراً مُبهماً للتسوية ووعوده باستجرار الغاز والنفط كذبة أطلقها قبل الترسيم البحري 

 

 

تؤشر المواجهات على جبهة الجنوب وكثافة الإعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية إلى ما يشبه “التهيئة” لتصعيد واسع، على الرغم ممّا يجري الحديث عنه أخيراً عن مسودة اتفاق أمني حدودي في الجنوب بين لبنان و”إسرائيل”، قد أعلنه نهاية الأسبوع الماضي الموفد الأميركي الرئاسي آموس هوكستين من واشنطن. ويلاحظ الرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض في ملف الترسيم البحري العميد المتقاعد بسام ياسين، أن “ما أعلنه هوكستين قد فُهم بشكل خاطىء، وتمّ تداوله أيضاً بطريقة مغلوطة، على اعتبار أنه اتفاق منجز من ثلاث مراحل وينتظر التنفيذ”، مؤكداً أن “الموفد الأميركي، لم يطرح أكثر من إطار لمرحلة ما بعد وقف النار في غزة واليوم التالي في الجنوب”.

 

وفي حديثٍ لـ “الديار”، يتحدث العميد ياسين عن “نقاط غير واضحة ومبهمة في إعلان هوكستين، حيث أنه أورد خطةً وبأنه من الممكن تنفيذها وفق مراحل ثلاث، الأولى عودة المستوطنين إلى شمال إسرائيل والنازحين اللبنانيين الى القرى الحدودية، وإبعاد حزب الله عن الحدود ثم تسوية حدودية، ولكنه لم يكشف عن أية تفاصيل حول التسوية وتفاصيل الواقع الميداني على الحدود الجنوبية كما أن هوكستين لم يشر إلى ركائز المفاوضات التي ستؤدي إلى التسوية التي يطرحها، وكذلك لم يوضح شكل وطريقة المفاوضات المرتقبة، وبالتالي فإن طبخة التسوية ليست جاهزة كا يتمّ التداول به في الأيام الماضية على الساحة الداخلية”.

 

وفي قراءته لكلام هوكستين، يجد العميد ياسين، بأنه “مجرد اقتراح وليس اتفاقاً”، موضحاً أنه “ومن الناحية الواقعية، فإن ما تمّ الإعلان عنه على صعيد الحدود في المرحلة المقبلة، ليس سوى  بنود عريضة لاتفاق محتمل ، لكنه ليس اتفاقاً جاهزاً بين لبنان و”إسرائيل” بعكس ما فهمه الناس وتداولوا به، لأن هوكستين لم يتحدث عن اتفاق منجز بل عن إقتراح أو إطار عريض لأي اتفاق بين لبنان و”إسرائيل”.

 

ومن المعلوم، وفق ياسين أن “أي اتفاق سيؤدي إلى عودة الأهالي والمستوطنين إلى مناطقهم وابتعاد مصادر الصراع عن الحدود وفي مرحلة لاحقة إيجاد الحلول للحدود، ولكن لم يتم تحديد كيفية حصول ذلك أو الوسيلة المعتمدة”.

 

وعليه، يكشف ياسين أن “التسوية مشروع كبير جداً، ومن المبكر الحديث عنه والتكهن بصدده، وقد سبق وأن وعد هوكستين اللبنانيين قبل الترسيم البحري، باستجرار الكهرباء من الأردن  والغاز من مصر، وهو يكرر اليوم الكذبة نفسها للبنانيين، فهو متمرّس في إعطاء الوعود الكاذبة”.

 

ورداً على سؤال حول التصعيد الأخير في الجنوب، يقول العميد ياسين إنه “يأتي في سياق ارتفاع وتيرة العمليات وطبيعتها، وسيبقى الوضع على حاله من التصعيد حتى تنتهي الحرب في غزة، مع العلم أنه عندما تنتهي في غزة ستبدأ على الجبهة الجنوبية، لأن هذه الجبهة مرتبطة بغزة شئنا أم أبينا من جهة، كما أن “الإسرائيليين” لن يبدأوا حرباً ضد لبنان طالما أن الحرب في غزة مستمرة من جهة أخرى”. وبالتالي، يعتبر ياسين أن “ما يدفع طرفي المواجهة لتوسيع رقعة الحرب وتصعيد العمليات العسكرية، هو الخسائر المرتفعة لدى الطرفين، حيث أن الوتيرة تزداد بشكل مضطرد يومياً ولكن حتى الآن لم ينزلق أي طرف إلى الحرب الشاملة بمعنى أن الأمور ما زالت تحت السيطرة”.

 

وبالتالي، يتوقع العميد ياسين أن “يستمر الوضع العسكري على الجبهة الجنوبية خلال  فصل الصيف على هذه الوتيرة، حتى أنه من المحتمل أن تمتد الأمور إلى ما بعد الصيف”.