منح التفاهم الثنائي القواتي – العوني مساحة كافية لجمع كلمة المسيحيين تمهيداً للانطلاق من خلالها نحو تفاهم وطني كامل بالاضافة الى اعطاء زخم قوي لذوي النوايا الحسنة نحو توسيع هذا الاتفاق باتجاه القوى المسيحية الاخرى وعلى رأسها حزبي الكتائب والمردة، حيث جرت محاولات عديدة لتوسيع ورقة النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لتشمل هذه القوى المسيحية الفاعلة بدورها على الساحتين الوطنية والمسيحية.
وتقول اوساط في الصرح البطريركي في بكركي ان المساعي كانت قد انطلقت منذ سنتين لتقريب وجهات النظر، الا ان تسجيل اي تقدم في هذا الاطار لم تتم ملاحظته حتى الساعة الا ان المساعي مستمرة خصوصاً وان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي مصمم لالتقاط اية فرصة في هذا الاتجاه وهو يراقب حسب هذه الاوساط تطور الامور والتقاط اللحظة المناسبة للانطلاق عند تكثيف مساعيه الا ان مصادر نيابية مستقلة تعتبر ان امام العلاقة بين القوات والتيار جملة من المعطيات القادمة يمكن ان تؤثر على العلاقة بينهما وفي مقدمها كيفية تسيير امور المعركة النيابية القادمة وان كان التنسيق بينهما على القانون متين للغاية، الا ان مجريات الارض سوف تلتحق بها جملة من السلبيات حول التحالف في الدوائر الانتخابية حيث يبدو تحالف تيار المردة والكتائب أشد على خلفية أولية انهما مستهدفان من ورقة النوايا، وان كانت بعض النواقص السياسية بادية حول اولويات ادارة البلدوسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا، الا ان واقع الحال الجديد ولمجابهة الثنائي المسيحي كان لا بد من ترك هذه القضايا الكبرى لأزمنة اخرى ولكن حالياً الاولوية لمجابهة الثنائي المسيحي في مسألة التمثيل الشعبي وتبيان الثقل الذي يمثلانه امام الرأي العام.
ولا شك تلفت هذه المصادر الى ان اعتماد القانون النسبي الحالي وفق الخمسة عشر دائرة وضم اقضية البترون وزغرتا وبشري والكورة لبعضهما البعض يشكل انموذجاً حقيقياً لتبيان مصادر القوة لدى الطريفين ذلك ان طغيان الصوت المسيحي في هذه الاقضية الاربعة يشكل مشهداً حقيقياً لمنازلة عادلة سبيلاً لتحديد الاحجام لاحقاً في البرلمان، وتعتقد هذه المصادر ان انضمام الحزب السوري القومي الاجتماعي الى تحالف الكتائب والمردة يجعل المعركة متكافئة وسليمة ويمكن حسب النتائج بناء معالم القوى بين كافة هذه الاطراف، وبالتالي فان اي كلام عن مصالحة مسيحية شاملة لا يمكن ان يكون توقيتها صحيحاً بل العكس اذ تزداد حماوة الخلافات السياسية بين الثنائي المسيحي والكتائب والمردة الى الحدود القصوى، وما ينطبق على الاقضية المذكورة يمكن ايراده على مناطق اخرى وخصوصاً المسيحية منها بغض النظر عن ضبابية موقف تيار المستقبل في اماكن نفوذه داخل المناطق المسيحية والى اية جهة سوف تنصب الاصوات.
الا ان الأهم وفق مصادر مسيحية ان لا تنتج هذه النتائج القادمة للانتخابات زيادة في الشرخ وصولاً الى انعدام حصول اية وساطة بطريركية او غيرها، ولا تخفي هذه المصادر تأثير حزب الله القوي في اتجاه تقريب وجهات النظر، الا ان هذه ايضاً اصطدمت بحائط الخلافات وحتى الساعة لا يبدو في الافق جهة ما يمكنها النجاح في مهمتها، فالنائب سليمان فرنجية يقاطع القصرالجمهوري وفق الخلفية المعروفة وهي انتخابات الرئاسة التي اوصلت العماد ميشال عون الى بعبدا لتتراكم بعدها سلسلة من الشوائب بين الطرفين وعلى رأسها قانون الانتخاب الذي يعتبره فرنجية موجهاً ضده اما مع امكانية اعتماد النسبية فان المردة لا تعارض ما كانت وافقت عليه في بكركي وهو يريحها الى اقصى الحدود قياساً على مشاريع قوانين أخرى.
اما عن امكانية خوض الاستحقاق النيابي سوياً بين الثنائي المسيحي فثمة عقبات في عدد من الدوائر ولكن المطلوب وفق المصادر المسيحية تمتين ورقة النوايا التي تعترضها تحديات عدة ولكن يجب تخطيها تمهيداً للانطلاق بعد الانتخابات نحو قوى مسيحية اخرى وبالتالي لا يمكن الوصول الى الاخر دون وجود متانة داخلية.