IMLebanon

ثلاثة أيام لا تكفي للحُكم على الرئيس عون

 

 

في احتساب بسيط، انتُخِب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية يوم التاسع من هذا الشهر، بدأ يوم العمل كرئيسٍ للجمهورية يوم العاشر منه. أمس كان الثاني عشر من كانون الثاني، يعني أنه رئيس جمهورية، كأيام عمل، منذ ثلاثة أيام، لكنّ البعض يصرّ على التعاطي معه وكأنه رئيس للجمهورية منذ سنوات، فيبدأ بمساءلته ومحاسبته والتعاطي معه على قاعدة ” هذا خطأ وهذا صواب! إفعل كذا ولا تفعل كذا! أنت أعطيت هذا الوعد في خطاب القسم، فبادِر إلى تطبيقه!”.

 

 

 

الذين يقومون بهذا التصرّف، إما أنهم مُغالون في التأييد إلى حدِّ إضرار الرئيس، وإما هُم سيّئو النية لتصوير الرئيس على أنه يَعِد ولا يفي، إما عجزاً وإما لغياب الصدقية، وفي الحالين محاولة تشويه سمعة.

 

 

 

في الولايات المتحدة، يُعطى الرئيس المنتخب مهلة تتجاوز الشهرين، قبل بدء ولايته رسمياً، فيشكِّل فريق عمله، وحين يدخل إلى البيت الأبيض “يبدأ العدّ”.

 

 

 

في لبنان، لم ينم الرئيس عون في القصر الليلة الأولى، لأنه لا يستطيع أن ينتقل إلى القصر في اثنتي عشرة ساعة، فكيف تبدأ محاسبته بعد ساعات؟

 

 

 

نتطرّق إلى هذه التفاصيل التي يمكن أن يعتبرها البعض صغيرة أو ثانوية أو هامشية فقط لنقول: المحاسبة والمساءلة والمناقشة تنطلق من تقويم فعل وليس من تقويم كلام. هناك متربِّصون خبثاء، وقد بدأت لمساتهم تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بالنسبة إلى الرئيس أم إلى عائلته، أم إلى انتقاد ما لم يرِد في خطاب القسم، أم الجهة التي تقف وراء هؤلاء المتربّصين، فهي التي استمرّت تحارب وصول العماد جوزاف عون إلى سدّة الرئاسة، حتى الرمق الأخير، ولنتذكَّر كلام أحد هؤلاء في مستهل جلسة الانتخاب، حين قال إن أي ورقة تحمل اسم جوزاف عون، على رئيس المجلس أن يعتبرها لاغية.

 

 

 

صحيح أن البعض سارع إلى فتح صفحة جديدة، لكن يُخشى أن يكون الهدف ليس التعاون مع العهد بل لتحديد الخسائر التي مني بها، بعد دفق الرهانات الخاطئة والمناورات الفاشلة التي تلاعبت بمرشحين ووعدت كلاً منهم بأنه “حصانها في السباق”، فتسببت في حرقهم.

 

 

 

في المحصِّلة، “طولوا بالكم على الرئيس”، وحين تبدأ الأخطاء، “لاحقين على النقد”، أما الانتقاد المسبَق، خشيةً من نجاحه حيث فشل سلفه، فلن يوصلكم سوى إلى المزيد من الإحباط والانهيارات.