Site icon IMLebanon

لا «فيتو» على قائد الجيش.. هو رئيس وسطي للبنان… ماذا في الخبايا ؟ 

 

 

يكرّر رئيس حزب ووزير سابق «أنّ لا رئيس للبنان سوى قائد الجيش العماد جوزف عون وانا مسؤول عن كلامي»، ويردّد في مقابلاته ومجالسه هذه المقولة مع عبارة و»نقطة على السطر»، والتأكيد على عدم وجود أي «فيتو» عليه من قبل حزب الله، وهذا ما يشير اليه ايضاً ديبلوماسيون غربيون، ويرون أنّ الخاتمة الرئاسية، حتى ولو طال زمنها، ستحوي العماد عون، الشخصية المقبولة في الداخل والخارج، وصاحبة النسبة الكبرى من ناحية التأييد الشعبي، وكل ما يحكى عن وصول مرشحين آخرين يبقى بعيداً عن ارض الواقع، خصوصاً انّ العماد عون يلاقي قبولاً من اغلبية الافرقاء باستثناء رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي صرّح مراراً بأنه لا يحب العسكر في بعبدا، وبعض الاطراف التي تحتاج الى معرفة السياسة التي يسير عليها قائد الجيش حين يصل الى القصر الجمهوري، لكن المهم انه يتولى قيادة المؤسسة العسكرية، وهذا ما يؤكد الوفاء للوطن ولسيادته وإستقلاله. والى جانب جنبلاط الرافض للعسكر في الموقع الاول، لا يبدو رئيس المجلس النيابي نبيه بري متحمسّاً ايضاً، لربما بسبب ما ذاق من العهد السابق من مناكفات طالت بينه وبين الرئيس السابق ميشال عون.

 

وعلى الصعيد المسيحي، يحظى قائد الجيش بدعم من بكركي ومن «القوات اللبنانية»، التي صرّح رئيسها سمير جعجع بأن لا «فيتو» عليه، فيما لا يحظى بقبول المرشحين الدائمين الى الرئاسة، أي رئيس «تيار المردة «سليمان فرنجية، الذي استمر في فترة معينة بهجومه على قائد الجيش من دون ان يشرح الاسباب، الى ان أصبح هجومه مبطنّاً لانه المنافس الاكبر له على الساحة الرئاسية، والامر عينه بالنسبة لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي يقولها في العلن وبوضوح لافت ، بأنه لا يؤيد وصوله الى قصر بعبدا ، من دون ان يعلن ولو سببا واحدا لرفضه، لانه علم منذ أشهر بأنّ قائد الجيش تلقى إشارات سياسية إيجابية صبّت في خانة وصوله الى القصر الجمهوري، على الرغم من انّ لم يشر في أي مرة الى إمكان ترشحه او قبوله بهذا المنصب.

 

وينقل مقرّبون من قائد الجيش أنّ الرئاسة لا تعني له أي شيء، ولا يريد خوضها ولا يفكر فيها، لكن في حال إتفق الجميع على ضرورة وصوله كشخصية وسطية مقبولة من اغلبية الاطراف في الداخل والخارج، فجوابه «لكل حادث حديث»، خصوصاً انّ الرسائل الديبلوماسية تصل تباعاً وتدور في فلك اسمه، وتستبعد وصول أي من المرشحين المطروحين بقوة أي سليمان فرنجية وميشال معوض، لان لا حظوظ لديهما، وقد وصلتهما رسائل منذ فترة حين عملا على جسّ النبض، فكان الجواب لكليهما سلبياً، لانّ الساحة الرئاسية وفي هذه الظروف الدقيقة والخطرة ، ليست قادرة على تبنيّ رئيس حزبي او محسوب على فريق معين، فيما فرنجية رئيس «تيار» من فريق الممانعة، ومعوض محسوب بقوة على خط المعارضة وفريق 14 آذار.

 

وهذا يعني، بحسب مصادر سياسية، انّ القرار الخارجي المتخذ منذ اشهر، بعدم وصول رئيس إستفزازي سيُطبّق، لان لبنان لا يحتمل اي شخصية رئاسية لا تسير وفق مقولة «لا غالب ولا مغلوب»، والتجارب علمتنا على مدى عقود ليست ببعيدة، بأنّ الحل النهائي يكون دائماً بوصول قائد الجيش الى الموقع الاول، تفادياً لأي إشكال او معركة سياسية لم يعد لبنان قادراً على تحملّها، حتى انّ قادة الجيش باتوا يتحضّرون الى الرئاسة الاولى منذ لحظة تعيينهم في المنصب العسكري، على غرار مقولة: «كل ماروني هو مشروع رئيس جمهورية»!

 

الى ذلك، يبقى إنتظار الضوء الاخضر الخارجي هو الاهم على بعد أشهر قليلة، وفق ما ينقل بعض النواب عن مصادر ديبلوماسية معنية جداً بالاستحقاق الرئاسي، ويشيرون الى انّ عواصم القرار ترى في القائد عون شخصية رئاسية انقاذية، بعد نجاحه في منصبه العسكري، وتؤكد أن لا «فيتو» عليه من واشنطن وباريس وطهران وقطر والرياض، لكن اكثر ما يخيف العاصمة الاخيرة وصول رئيس مُرضى عنه من حزب الله، لذا لم تعلن الرياض موافقتها الصريحة عنه، في إنتظار المحادثات الاقليمية ومدى نجاحها، وعندئذ لا بدّ ان ينتج منها حل إيجابي لملف لبنان.