IMLebanon

“خانَ الأمانة”

 

صحيح، قائد الجيش العماد جوزاف عون، «خان الأمانة» لأنّه لم يعتقل النائب أكرم شهيب إثر حادثة قبرشمون، وكان يجب أن يعطي الأوامر لاقتحام المختارة، لكنه لم يفعل. قائد الجيش «خان الأمانة» لأنه لم يعتقل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إثر حادثة الطيونة، وكان يجب أن يعطي الأوامر لاقتحام معراب.

 

قائد الجيش «خان الأمانة» لأنه «لم يُكسِّر» الثوار إثر «ثورة 17 تشرين»، وكان يجب أن تسيل دماؤهم في وسط بيروت وعلى جسر الرينغ وجسر جل الديب وذوق مصبح. قائد الجيش «خان الأمانة» لأنّه لم يساير مَن تخلّوا عن الخط 29 وحرموا لبنان من ثروات محققة، وكان يجب أن يهلّل و»يأخذ آموس هوكشتاين بالأحضان»، كما فعل غيره.

 

قائد الجيش «خان الأمانة» لأنه لم يجلس على «بنك الإنتظار» في اللقلوق، طمعاً بمطلب أو برضى، كما فعل عمداء وقضاة عامون وطامحون إلى وزارة أو رئاسة وزارة، أو لمجرد تقديم ولاء الطاعة. قائد الجيش «خان الأمانة» لأنه كان يُفترض به أن يؤدّي التحية يومياً إلى مَن وصفه، قبيل التعيين، عام 2016، بأنّ «مشكلته أنه عنده شخصية». قائد الجيش «خان الأمانة» لأنّه محط احترام الدول الغربية والدول العربية، فيما مَن يتّهمه بأنه «خان الأمانة»، معاقب دولياً.

 

كثيرون في نظر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل «خانوا الأمانة»، وهذه عيِّنة منهم: العميد شامل روكز، نعيم عون، رمزي كنج، زياد أسود، الدكتور ماريو عون، الدكتور نبيل نقولا، لكن هل تهمة «خيانة الأمانة» تقطع بسهولة عند العماد جوزاف عون، كما مرَّت على مَن وردت أسماؤهم؟

 

لو أن واحداً في المئة ممّا قاله باسيل في حق العماد جوزاف عون صحيح، لكان يفترض أن يحال قائد الجيش على المحاكمة بتهمة «إساءة الأمانة» و»الخيانة»، فلماذا لم يطلب باسيل، انطلاقاً ممّا ساقه من اتهامات، من وزير الدفاع العميد موريس سليم، أن يُقدِم على هذه الخطوة؟

 

لماذا لا يعيد تجربة وزير الدفاع السابق فؤاد بطرس في حق قائد الجيش العماد فيكتور خوري؟ إن مَن يخوِّنون قائد الجيش اليوم يستحضرون حملات التخوين منذ أيام العماد اسكندر غانم إلى اليوم. المخوِّنون كثر، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات خوَّن الجيش اللبناني، وكذلك فعلت «الحركة الوطنية»، وكان يقف إلى جانب قادة الجيش الرئيسان كميل شمعون وسليمان فرنجيه والشيخ بيار الجميل، في وجه «الحركة الوطنية».

 

يكاد التاريخ يعيد نفسه، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، في «خندق» الحركة الوطنية، في مواجهة بيئة كميل شمعون وسليمان فرنجيه وبيار الجميل، وجوزاف عون في صف اسكندر غانم وابراهيم طنوس، في هذه الحال، طبيعي أن يخوِّنه جبران باسيل.

 

إن أي طالب حقوق، سنة أولى، وليس بالضرورة أن يكون قد أكمل السنوات الأربع، قادر على تشريح كلام جبران باسيل وتكوين «مضبطة اتهام» في حق قائد الجيش، والمطالبة بمحاكمته، فلماذا لم يُقدِم «التيار» على طلب إحالته على المحاكمة؟

 

تكشف المعلومات أن «كلام التخوين» بحق العماد جوزاف عون لن يمرّ، ويكشف المعنيون به أن «كل شيء في وقته»، ويمتنعون عن إضافة أي كلمة، قائلين: «الوقت لم يعد بعيداً».