IMLebanon

العماد قهوجي مهندس الإستقرار والطمأنينة

لولا الجيش اللبناني، لكنتم اليوم تتكلَّمون من أماكن النزوح وليس من بيوتكم أو منازلكم أو قراكُم.

***

عجباً، هذا من يريد أن يُعلِّم الجيش كيف يتصرَّف، ذاك يريد أن يرسم له خارطة العمليات، آخر يريد أن يعلِّمه كيف ينتشر في هذه البقعة أو تلك، وكثر يريدون أن يشرحوا له كيف يدافع، وكثر أيضاً يريدون أن يحدِّدوا عنه ما هي لوائح الأسلحة التي يحتاج إليها!

***

رجاءً خفِّفوا من غيرتكم ودعوا الجيش، قائداً وقيادةً وضباطاً وألويةً وأفواجاً، أن يقوموا بواجباتهم، فهُم يعرفونها أكثر منكم، أُشكروا ربكم وسبِّحوا بحمده أنَّ لديكم قائد جيش مقاتل.

فالعماد جان قهوجي ليس قائداً للجيش من وراء المكاتب بل من وراء أكياس الرمل، وليس إبن المباني بل إبن الأرض:

من اللواء العاشر المجوقل، بصفة قائد كتيبة، إلى قائدٍ للفوج ثم إلى مؤسسٍ لفوجٍ آخر، ثم رئيساً لأركان أحد الألوية، ثم قائداً لأحد هذه الألوية ثم للواء آخر.

كلُّها مناصب قتالية وليس فيها منصب واحد إداري. كما تدرَّج في الشرطة العسكرية وفي المدرسة الحربية كمدرِّب، وعليه فإنَّه يعرف الجيش مسلكيةً وتدريباً وقتالاً، وزادت معرفته وعلومه العسكرية من خلال الدورات التي تابعها في الولايات المتحدة الأميركية والسويد وإيطاليا وبريطانيا والمانيا. وهكذا، مع التدريب ومع الدورات ومع القتال من جبهة إلى جبهة ومن أرض إلى أرض، يأتي مَن يدَّعي صفة الحرص أو الخبرة ليُعلِّم قائد الجيش والجيش ماذا يجب أن يفعل، ألم يعرف الجيش واجباته في شرق صيدا وفي عبرا وفي عرسال وفي طرابلس؟

أين كان أصبح البلد لو تَرَك الأمور على غاربها عند قطع الطرقات وإحراق الدواليب في كلِّ مرة يقع حادث على الأرض؟

***

تعرف قيادة الجيش أين تقاتل، وكيف.

تحتفظ بالتوقيت والمبادرة وترفض أن يفرض عليها أحدٌ توقيتاً معيناً، تعمل وتخطط وفق ظروفها وليس وفق ردات الفعل أو الإنفعالات، فكفى وعظاً ونصحاً في غير مكانهما وزمانهما، مَن يريد حرصاً على الجيش فليتطوَّع فيه أو فليحث الشباب على التطوع فيه. مَن يُظهر غيرةً على الجيش فليُسرِّع في مشاريع القوانين وفي تطبيق القوانين التي تؤدي إلى تعزيز وضعه.

***

هناك اليوم إستحقاق عرسال، فرجاء أيها السياسيون، أُتركوا قائد الجيش أن يأخذ المبادرة، فليس منكم مَن هو حريص على الجيش أكثر منه، فأيُّ نقطة دم سقطت وستسقط عزيزة على قلب العماد قهوجي أكثر منكم بألف مرة، فلماذا المزايدة التي هي في غير مكانها. إذا نجح فإنَّ نجاحه للجميع وللوطن، وإذا فشل، لا سمح الله، فإنَّ الفشل سيكون هزيمةً للوطن.

المطلوب الإلتفاف حول الجيش لا إلهاؤه بمعارك كلامية لا تؤدي سوى إلى المزيد من العراقيل له فيما هو يحتاج إلى تسهيلات ودعم ومساندة لا إلى توجيهات.