IMLebanon

الجنرال يدري أم لا يدري؟

يعرف النائب ميشال عون ان ما يريده لن يتحقق: لن يكون رئيساً توافقياً أو وفاقياً، ولن يكون نسيبه قائدا للجيش بالاسلوب الذي يتبعه، وبنوده الاربعة للالتفاف على مجلس النواب وتزكية نفسه لا تقنع حتى متصحف الدستور، لا الفقيه به.

اذاً، لمَ الاصرار والاستعجال فيما قيادة الجيش تشغر بعد 3 أشهر، وتسمية القائد تترك عادة لرئيس الجمهورية، الذي ينادي بتعزيز صلاحياته؟

يوضح الجواب ان لبنان ليس خارج الاضطراب الذي يجتاح المنطقة، وناره تحت رماد القلق. فاستقراره هش، وليس وليد ارادة داخلية جدية، بل سليل ضغوط قوى كبرى واقليمية. وما طاولات الحوار الثنائية إلا تعبير عن تدعيم لطاولة مجلس الوزراء، المهددة في كل جلسة. لن تسمح الدول راعية هذه الطاولة، بتحطيمها، وهي حاضرة لإنقاذ استقرارها، إذا هدده اعتكاف وزراء الجنرال، مثلاً، ولوّحوا بالاستقالة. عندها ستجد طهران موطئا على حلبة النقاش في وضع المنطقة عموماً، لتترجم سيطرتها على 4 عواصم عربية، منها بيروت، حيث تقف خلف الحزب، وتقرر له وعنه، والحزب يقف خلف الجنرال ويرعى توجهاته.

لن تستجدي طهران واشنطن لتدعوها الى البحث في خريطة النفوذ، بل هي تريد أن تستدعيها “تطورات ما” في المنطقة لـ” تجني” ثمرات زرعها. كادت المحاولة ان تنجح في آذار الفائت حين تدفق الحوثيون على عدن، وهددوا بالسيطرة على باب المندب، بالتوازي مع تقدم المفاوضات في الملف النووي الايراني. لكن “عاصفة الحزم” قلبت الموقف، وفيما ارجئ بت الملف النووي، سارت الأمور ميدانيا على عكس اشتهاء ايران، وفشلت محاولاتها للعب دور الناصح، كما فشلت في لعب دور المتحدي، بدليل تحويل سفنها إلى جيبوتي بعد ادعاء التمرد.

اليوم، وعلى وقع عودة المتفاوضين، واقتراب نهاية حزيران كموعد لانجاز الاتفاق النهائي، تحضر ايران لسيناريو تحريك النقاش في نفوذ تأمله يعطيها ما كان للشاه في ايام سطوته.

لن يكون حزب الامين العام هو أداة تفجير الازمة المخبوءة، بل سيكتفي بالمساندة، يقدمها الى اثنين: “لواء القلعة” الذي ابتدعه، وأحقية الجنرال المزعومة. وما اللافتات التي رفعت في البقاع لإعلان تلبية ندائه لاستيلاد “حشد شعبي لبناني” إلا نسخة سخيفة عن لافتات برع فيها “المكتب الثاني” في ستينات القرن الفائت، وانفضحت. فيما جولة الصهر الوزير في البقاع إشارة الى شعبية مدعاة قد تسمح بـ”لواء قلعة” مسيحي، يحضر الجنرال ما يشبهه في استدعاء وفود شعبية إلى دارته، في استعراض ممل للقوة.

واذا كانت المراوحة الدموية الدولية – الاقليمية مستقرة على ما هي في سوريا والعراق واليمن، فما الذي يحرك النقاش سوى هز الاستقرار الهش في لبنان، بحيث يكون الحزب قريبا منها على بعد، وبعيداً على قرب؟

والجنرال يدري أم لا يدري؟